
أمجد أحمد السيد
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي سلاح ذو حدين، فقد منحت الأفراد مساحة غير مسبوقة للتعبير لكنها في ذات الوقت فتحت الباب واسعًا أمام فوضى النشر وغياب الضوابط التي تحكم المحتوى مما ترك المجتمع عرضة لأخطار تهدد تماسكه القيمي والاجتماعي والسياسي
من الناحية الاجتماعية تتداول عبر هذه المنصات مواد ومضامين لا تراعى فيها تقاليد المجتمع ولا تحترم فيها ثوابته الدينية، تنتشر المقاطع والمشاهد والصور الخارجة عن الحياء أو التي تروج لسلوكيات دخيلة على بيئتنا المحافظة تحت ستار الحرية الشخصية أو السعي وراء الشهرة وبدون رقيب أو وازع تصبح القيم عُرضة للتآكل وتضيع الحدود بين المقبول والمرفوض خاصة في عقول الشباب والأطفال الذين هم أكثر الفئات تفاعلًا مع هذه المنصات
أما على الصعيد السياسي والاجتماعي فقد بات خطاب الكراهية واحدًا من أكثر المظاهر السلبية انتشارًا على وسائل التواصل تغريدات ومنشورات تبث السموم وتزرع الفرقة وتحرض على العنف والاصطفاف القبلي والجهوي
وكأنها تدعو لحرب أهلية رقمية تمهد لنزاعات على أرض الواقع كل ذلك يحدث في ظل غياب قوانين رادعة أو رقابة فعالة مما يضعف مناعة المجتمع ويهدد وحدة نسيجه الاجتماعي، إن الحرية مسؤولية والتواصل لا يعني الإنفلات، لذلك فإن من واجبنا كمجتمع أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا مع هذه الوسائل من خلال التوعية ووضع قوانين تجرم نشر المحتوى المسيء أو المحرض وتشجيع الاستخدام الواعي والمسؤول حماية لمجتمعنا من الانزلاق إلى هاوية الانقسام والاضطراب