في حضرة الغائب الحاضر: معاوية الشفيع

دكتورة سلمى نايل

حين يغيب الكبار، لا يرحلون كليًا…
يظلون في القصائد، في القصص، في سطور تنبض بالحياة، كأنهم ما غابوا لحظة.
ومعاوية الشفيع، لم يكن مجرد كاتب، بل كان نهرًا من المعاني، يسيل بالحكمة والجمال.

كتب عن الحب، عن الوطن، عن الإنسان، عن الحنين، عن النيل حين يفيض شعرًا، وعن الخرطوم حين تمشط ضفائرها بالمطر.
كتب كما يتنفس العاشق، وكما يحلم الصوفي، وكما يثور الفلاح.
كل سطرٍ من سطوره كان إعلان حب للحياة، وتحية تقدير للناس.

واليوم، ونحن ندشّن مجموعته القصصية، نشعر كأننا ندشّن عمرًا آخر له… عمرًا مكتوبًا، سيبقى ما بقيت الكلمة.

سلام عليك يا معاوية،
يا من كنت سَفَرًا من ضوء
يا من علمتنا أن الجمال موقف،
وأن الأدب موقف،
وأن الانحياز للإنسان موقف.

نفتقدك جسدًا،
لكننا نلقاك كلما قلبنا صفحة،
أو قرأنا جملة تشبهك.