السلطات تعتقل صحفية سودانية وتُعصب عيناها وتُقيد حركتها في كسلا

في تطور خطير يثير القلق بشأن تدهور بيئة العمل الصحفي والحريات الأساسية في السودان، كشفت نقابة الصحفيين السودانيين عن اعتقال السلطات العسكرية في ولاية كسلا، شرقي البلاد، للصحفية امتثال عبدالفضيل، وإبقائها قيد الاحتجاز لمدة 3 أيام متواصلة تحت ذريعة التحقيق.

وقالت النقابة في بيان إدانة شديد اللهجة، إن عملية اعتقال الزميلة امتثال تمت بشكل تعسفي أثناء طريق سفرها إلى مدينة بورتسودان. وأشارت النقابة إلى تعرضها لإجراءات مهينة ومخالفة للقانون، تمثلت في تعصيب عينيها أثناء الاعتقال أو التحقيق، بالإضافة إلى تفتيش هاتفها وحساباتها الشخصية، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لخصوصيتها وحقوقها الرقمية.

وأضاف البيان أن السلطات قامت بإطلاق سراح الصحفية امتثال بعد انتهاء فترة التحقيق، لكنها ربطت الإفراج عنها بتعهدات تقيد حركتها بشكل كبير، وتمنعها من مغادرة مدينة كسلا. وتعتبر النقابة هذا الإجراء شكلاً من أشكال التقييد غير المبرر لحرية الصحفية في التنقل وممارسة عملها الذي قد يتطلب التغطية من مناطق مختلفة.

وأعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن إدانتها القوية لهذه الممارسات التي وصفتها بالتعسفية وغير القانونية، مؤكدة أن استهداف الصحفيين بهذه الطريقة يهدف إلى تكميم الأفواه وترهيب العاملين في الحقل الإعلامي، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلاد والحاجة الماسة لتداول المعلومات بشفافية.

وطالبت النقابة الجهات الأمنية المسؤولة في ولاية كسلا والقيادة العسكرية العليا بالإسقاط الفوري وغير المشروط لكافة التعهدات والقيود المفروضة على الصحفية امتثال عبدالفضيل. كما شددت على ضرورة ضمان حقها الكامل وغير المنقوص في ممارسة عملها الصحفي بحرية وأمان، بعيداً عن أي مضايقات أو تهديدات.

وتأتي هذه الحادثة لتضاف إلى سجل الانتهاكات المتزايدة بحق الصحفيين في السودان منذ اندلاع الصراع الحالي، حيث يتعرض الإعلاميون لمخاطر جمة تشمل الاعتقال، الاحتجاز التعسفي، الاعتداءات الجسدية واللفظية، ومصادرة المعدات، وتقييد الحركة، مما يعيق وصول المعلومة للجمهور ويضعف دور الصحافة كرقيب ومراقب في الأوقات الحرجة. وتثير قضية الصحفية امتثال عبدالفضيل مخاوف جدية بشأن مدى احترام السلطات لحرية الصحافة وحقوق الإنسان في مناطق سيطرتها.