فايننشال تايمز : هل لدينا ما يكفي من الإنسانية لمواجهة أزمة السودان

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز ” البريطانية اليوم الثلاثاء مقالاً للكاتب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، يناقش فيه الأزمة السودانية.
يقول فليتشر أن الأمم المتحدة لن تتراجع عن مواجهة التحديات العالمية، مشدداً على أن السودان اختبار للقيم الإنسانية.
ويصف الحرب بانها “نزاع وحشي” نتج عنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية. كما تركت الملايين من الأطفال خارج المدرسة، وانتشرت أمراض مثل الكوليرا.
كما يشير فليتشر إلى تفشي العنف والانتهاكات ضد النساء والفتيات دون أي رادع، مستشهداً بكلمات إحدى الناجيات في دارفور وقالت في بلاغة عجيبة “أجسادنا تُستخدم كأداة حرب”.
الكاتب تحدث أن تسارع الأزمة أدى إلى انعدام الأمن والنزوح وانتشار الأمراض. ويلفت إلى أنّ 25 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، وأنّ 30 مليوناً بحاجة للمساعدة، بينما فرّ أكثر من 12 مليون شخص، منهم 3,8 مليون استقبلتهم دول مجاورة مثل جنوب السودان.
يستعرض المقال الصعوبات التي يواجهها برنامج الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية بالسودان، رغم جهوده للوصول إلى 15,6 مليون شخص العام الماضي وزيادة المساعدات في مناطق مثل دارفور التي تشهد نزاعاً منذ وقت طويل.
ويوضح الكاتب أن هذه الجهود تعترضها تحديات كبيرة مثل العنف المستمر وقيود الوصول إلى المناطق المنكوبة، مما يعيق قدرة العاملين الإنسانيين على أداء مهامهم بشكل فعال.
يرى فليتشر أنه مع استمرار النزاع في السودان ودخوله عامه الثالث، فإن الوضع سيزداد سوءاً، حيث “سيعاني المزيد من الناس، وسيضطرون للنزوح ويتعرضون للموت” ما لم ينتهِ القتال ويزداد التمويل اللازم للمساعدة الإنسانية.
في ختام مقاله، يوجه الكاتب مناشدات للمسؤولين بضرورة حماية المدنيين والعاملين في الإغاثة، وتوفير تمويل مرن لمكافحة المجاعة وإنقاذ الأرواح، وأخيراً الدعوة إلى دبلوماسية لحل هذه الحرب الوحشية والمنسية.