الصين عبر جسر العملات الرقمية تعيد تشكيل العالم بعيدًا عن الدولار الأمريكي

في تطور مفاجئ يعكس عمق التخطيط الاستراتيجي للصين؛ أعلن بنك الشعب أن نظام التسوية عبر الحدود لليوان الرقمي (الرينميني – اليوان الصيني) سيتم ربطه بالكامل مع عشر دول من الشرق الأوسط ورابطة آسيان وست.
هذه الخطوة الجريئة تعني أن حجم التجارة العالمية سيتجاوز نظام SWIFT الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي بنسبة 38% والدخول مباشرة في عصر اليوان الرقمي.
إن خطوة الجسر الرقمي للعملات التي طورته الصين ستعيد بكل تأكيد كتابة الشيفرة الأساسية للاقتصاد العالمي باستخدام تكنولوجيا (البلوكشين) لأنه قلص زمن التسوية إلى 7 ثواني فقط كما خفض رسوم التحويل بنسبة 98% الأمر الذي تفوق على نظام التسوية التقليدي الخاضع لهيمنة الدولار متخلفًا مقارنة مع الجسر الرقمي للعملات الذي طورته الصين، مما شجع عدد 23 بنكًا مركزيًا لدول مختلفة لاختيار جسر المعاملات الرقمية لأن نظام SWIFT ما زالت مدفوعاته تأخذ من 3 إلى 5 أيام عبر الحدود.
المدهش في الأمر هو السرية التامة التي صاحبت هذه العملية التقنية، التي من شأنها أن تجعل المعاملات المالية قابلة للتتبع، إضافة إلى أنها تفرض قواعد مكافحة غسيل الأموال وتعيد بناء السيادة المالية لكثير من الدول وتشكل الحصن التقني لعملة الصين الرقمية.
اليوم، أكملت 87% من دول العالم تكيّفها مع نظام اليوان الرقمي، وتجاوز حجم المدفوعات عبر الحدود 1.2 تريليون دولار أمريكي. وبينما لا تزال الولايات المتحدة تناقش ما إذا كانت العملات الرقمية تُهدد مكانة الدولار، بنت الصين بهدوء شبكة مدفوعات رقمية تغطي 200 دولة. هذه الثورة المالية الصامتة لا تتعلق فقط بالسيادة النقدية، بل تُحدد أيضًا من سيسيطر على شريان الاقتصاد العالمي في المستقبل.
فاليوان الرقمي ليس مجرد أداة دفع، بل هو حامل تقني لمبادرة “الحزام والطريق”. ففي مشاريع مثل سكة حديد الصين – لاوس وسكة جاكرتا – باندونغ عالية السرعة، يندمج اليوان الرقمي بعمق مع نظام الملاحة بيدو والاتصالات الكمية لبناء “طريق حرير رقمي”. وعندما تستخدم شركات السيارات الأوروبية اليوان الرقمي لتسوية الشحن عبر طريق القطب الشمالي، فإن الصين تزيد من كفاءة التجارة بنسبة 400% عبر تكنولوجيا البلوكشين. هذا الدمج بين الواقع والرقمية يُشكل تهديدًا منهجيًا لهيمنة الدولار الأمريكي للمرة الأولى.