نداء من قلب الوطن الجريح.. ارحموا هذا الشعب واجنحوا للسلام

في وطن أرهقته الحرب وتمزقت أوصاله لم يعد المواطن السوداني يملك إلا الصبر وقد بدأ هذا الصبر ينفد، من داخل الخرطوم إلى أطراف المدن، ومن معسكرات النزوح إلى حدود اللجوء يعيش السودانيون اليوم وضعًا مأساويًا تجاوز حدود الاحتمال، لا كهرباء لا صحة لا تعليم ولا أمن، الأمل يتلاشى مع كل يوم جديد تزداد فيه أصوات البنادق وتغيب فيه بشائر السلام، انقطاع الكهرباء عن العاصمة ليس مجرد أزمة خدمات بل هو استهداف مباشر لبقية ما تبقى من حياة الناس هو إعلان صريح بأن الحرب لم تعد تفرق بين هدف عسكري ومدني؛ بل أصبحت معركة ضد المواطن نفسه في قوته وعلاجه وتعليمه في ظل هذا المشهد القاتم لا خيار إلا أن نقف جميعا كأبناء وطن واحد أمام مسؤوليتنا الأخلاقية والتاريخية وندعو طرفي الحرب بكل ما تبقى فينا من إنسانية أن يجنحوا للسلام أن ينظروا لحال من فقد بيته وطفله وأهله، أن يستمعوا لأنين من ينام في صفوف التكايا ينتظر لقمة تسد الرمق. أي نصر هذا الذي يبنى على أشلاء الوطن؟ وأي مجد يرتجى من خراب امتد حتى وصل إلى المستشفيات والمدارس والأسواق والمساكن؟
إن الحرب لا تصنع دولة ولا تحقق كرامة بل تحول الكل إلى خاسرين، والسلام هو وحده الطريق وهو الخيار الأصعب نعم لكنه الأكرم والأبقى لكل من يملك صوتًا أو قرارًا أو سلاحًا، إن كنتم لا تستمعون لصوت الضمير فاستمعوا لنداء هذا الشعب الجائع الموجوع المنهك، أوقفوا هذه الحرب ارحموا من تبقى في الداخل، وراعوا من شرد في المنافي، أعيدوا للوطن ما تبقى من روحه بالسلام.