مرسال الشوق الكلك ذوق

قرشي لقمان

من أصعب الأشياء الكان بتضايقنا زمان ونحنا صغار لما تجيب القش من بلد بي تحت وطوالى يلاقوك بالفوطة مربوط فيها الفطور ويقولولك أمش ود الفطور دا لي أخوك القراع وتعال شيل الشاي عشان مابتقدر تشيلن سوا ..خوفا على الترمسة من الكسر .. العدة أهم مننا طبعا..وقدر ماتصر عليهم إنك بتقدر تشيلهم سواء يقولولك الحمار دا يمكن يجفل يرميك وتكسر الترمسة والكبابي ..وهنا انت حاتكون شغال ترحال ماشى جاي …ومن أصعب الأشياء برضو يوم تشوف العيش منضف ومغسل ومشرور فوق العناقريب وحاتعرف إنو راجاك طاحونة ياباكر يابعدو..ومرات عشان تطمن نفسك تمشي تشوف زير الدقيق .. المهم لازم تزوغ والعجب يوم يكون عندكم مباراة أو في كورة في كريمة تشيل هم الطاحونة ..وكنا نتجمع تلاته أو أربعة نونس بعضنا ونحنا على حميرنا متجهين لي.. شبا طاحونة عمنا ود علي تنقاسي ..عليه رحمة الله …وكنا نخت جراباتنا ماحقت الموبايل ياناس الشهادة العربية ..جراب من جلد الخروف وهو تقريبا خروف بس سحبو منو اللحم وبقى فاضي ..فبيكون وعاء لحمل الدقيق كانت الحياة كلها صحية مافي أكياس بلاستيك أو أشياء مضرة بالبيئة وكلو حاجة كنا بنستخدما كانت من المنتجات المحلية والجراب لازم تربط فيهو حاجة عشان تميزو من الباقين .. فنقوم بربط الحمير على المواقف أقصد المرابط المخصصة لذلك وهي عبارة عن حديدة مجهزة داخل حيطة السور حق الطاحونة ونرفع الجرابات فوق المنصة أو المسرح حق الطاحونة وهو مصنوع من الخشب ويمر من تحتو السير الجاي من البابور للحجر ..وبعد مانخت عيشنا في الصف نقوم نحسب قروش القيراط كم ونخصم من العيش حق نص قيراط سعر الطحين عشان نقدر نشتري ترمس أو حلاوة من ..حبوبتنا الماهلي. لها الرحمة والمغفرة .
وفعلا نضرب المجموع بعد الخصم ونطلع حق الترمس والحلاوة وبعدها نستعد للغلاط مع عمنا ود علي ..يعني لو قيراطين أو تلاتة نخصم ريع قيراط وتقول قالو لي قيراطين إلا ربع ..وطبعا هو أصلا عارف كمية الدقيق دا كم قيراط بالصفيحة التحت الصبابة لكن زى أهلنا الكبار يتجود علينا بما أخذنا دون سؤال . وكنا من مسرحنا الفوق دا نلم .. الغسالة .. بضم الغين .. من القمح عشان ننضف الحجر لطحن القمح عشان مايكون مخلوط بي مريق ..وكان الطاحونة عبارة عن البابور الإنجليزي الأحمر وله صوت عالي جدا جوه وبرا يوجد حوض التبريد الذي يعمل على تبريد البابور في شكل دائري ..كانت الطاحونة جوة مزعجة جدا وبرة مزعجة من صوت الحمير وكواريك الناس وزي ما قال أخونا في سلامو الرايق الهادئ ..
……
سلاما زي دحيش مطلوق
ينطط في الخدار بي فوق
لاشدوهو للطاحونة لامرسال مرقبو السوق
ينطط يوصل الحبان يميس عن سليم الذوق
يهونق جمبو بي فرحة ويعاين كان يبل الشوق
………
وبعد نطحن نخلي الدقيق يبرد حسب التوصية عشان مايكردم ..وماتركب فوق الدقيق حار عشان مايعملك الحمو ..وهو وجع البطن ..
ونرجع على البيت بعد المغرب أو قريب العشاء وتكون اضنيك اليوم كلو صانة من صوت الطاحونة وترقد نجيض … يااتعشيت يابت القوا …