جدي الريل

حامد أحمد حامد

غيب الموت الأسبوع الماضي الشاعر (الأحدب) أحد أبرز شعراء وأدباء دار حمر وكردفان الغرة، صاحب قصيدة أغنية (جدي الريل)
بمستشفى مدينة عطبرة عاصمة ولاية نهر النيل، توفى الشاعر والأديب المرحوم محمد عمر عبدالرحيم أبودقل (الأحدب) يوم الخميس الثالث من أبريل 2025م بعد صراع طويل مع المرض، وأقيم المأتم بمسقط رأسه بإدارية عيال بخيت التابعة لمحلية الخوي بولاية غرب كردفان.

_ ويعتبر الشاعر الأحدب، من أحد أبرز الشعراء والأدباء الأفذاذ الذين أنجبتهم حواء دار حمر بصفة خاصة، وحواء كردفان الكبرى بصفة عامة وشكل ثنائية النرجس والنغم الجميل مع بلوم الغرب وبلبل كردفان الصداح الفنان الراحل عبدالرحمن عبدالله، وجسر التواصل الفني الذي ربط بينهما قصيدة (جدي الريل أبو قزيمة) كما أنه تعامل مع كبار فناني العصر الحديث، بدأ عمله الوظيفي في مدخل الخدمة المدنية في مهنة ضابط صحة وتدرج في هذا المجال متنقلآ في إداريات ومحليات الولاية المختلفة حتى صار مفتشآ للصحة وعرف بالتواضع بالبساطة بين الناس ويكفي في ذلك بأنه كان مزارعآ حكيمآ.

_ وبالرجوع إلى سبب قصة أغنية (جدي الريل) التي سطر كلماتها الأحدب بأحرف من ريد يكب في رهيد وابتدعها في شواطئ مخدرة السندس، هذه القصيدة الجميلة كماوردت نقلآ عن مجموعة روائع الأغنية السودانية (تقول)

_ حكى الفنان عبدالرحمن عبدالله (بلبل الغرب) عن شاعر أغنيته (جدي الريل أبو قزيمة تعال نتمشي في الغيمة) الشاعر محمد عمر عبدالرحيم أبودقل (الأحدب).

قال : سنتين أنا بغني فيها ولم أنسبها لشاعر ، لأنو شاعرها ، جاني راجل بسيط جدا وباين عليهو مزارع وأنا جالس مع العازفين بنلحن في أغنية جديدة، جاء شايل ورقة كراس حساب قديمة مطبقة مداها لي وقالي:
هاك القصيدة دي عليك الله لو عجبتك غنيها ولو ما عجبتك شرط الورقة، وفات ولم يعرف نفسه وتاني ما رجع لي، وأنا مشغول بالبروفه ختيت ورقتو في جيبي. بعد يومين تبنت جيبي لقيت فيه ورقة !! طلعتها وبديت اقرأ ، والله لقيتها أغنية ملحنة جاهزة اتقول معاها شيطان !! وسريع مشيت على العود ونقرشتها، والله المغرب لما جوا العازفين ماصدقوا وفي نفس الليلة غنيناها كاملة .

_ المهم ، قال بعد سنتين عندي حفلة في النهود ، جاني واحد فتران كدا قالي : بالله يا أستاذ ممكن تغني لي جدي الريل ؟؟؟ ما أعرتو أي اهتمام وظل يكرر الطلب وأخيرآ استجبت له.

_ فالراجل أول ما سمع بداية الموسيقى مشى على السباتة وجات معاه واحدة زي المهرة أول ما بديت : جدي الريل أبو قزيمة تعال نتمشى في الغيمة، ما غيمة ريد تصب في رهيد، شواطيهو الخدر ديمة ديمة، بس أكان زولك لفا صينية وطاااخ في الأرض.

_ بعد انتهت الحفلة جاني عرفني بنفسه وذكرني باليوم السلمني فيه القصيدة وقال لى الكانت بترقص في السباتة جنبي دي جدي الريل ذاتا. ومن يومها نسبت الاغنية بى اسمو.

جدي الريل أبو كزيمة
تعال نتمشى فى الغيمة
ماغيمة ريد تكب فى ريهدة
شواطيهو الخدر ديمة….

_ ألا رحم الله الشاعر المرحوم محمد عمر عبدالرحيم (الأحدب) وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقآ، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، خالص التعازي والمواساة إلى أسرة آل الأمير أبودقل الممتدة بداخل وخارج السودان وتمتد التعازي لتصل وتشمل الأهل بمدينة النهود حي أبودقل، عيال بخيت، أم درمان، وإلى جميع الأهل والجيران والأنساب والأصهار والمعارف، وإلى أهل الثقافة والإعلام والآداب والفنون.

( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)