النية زاملة سيدها..مفاهيم

أول حاجة خلينا نفسر المثل(النية زاملة سيدها)
“الزاملة” هي مايركبه الإنسان كان بعير أو حمار أو سيارة..والمثل بيعني أنه نيتك هي البتوصلك لمبتغاك..لو “زاملتك” طيبة نهايتك طيبة وبالعكس إذا “زاملتك” سيئة.

ونحن بنتكلم .. “ماشين واقفين قاعدين”.. أو بنجامل في بعضنا، خلونا نفهم نحن بنعمل في شنو وبنقول في شنو، عشان نكسب أجر البنقوله وبنعمل فيه.
كيف؟
مثلا نحن قاعدين نسلم على بعضنا(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)…صاح؟
طيب لمن السلام يطلع من اللسان بدون فهم بتضيع على نفسك وعلى الزول السلمت عليه الأجر .
التحية في الإسلام عبارة عن دعاء، انت بتقول للزول السلام عليكم “يعني بتدعو ليه بالسلام من كل النواحي السلام النفسي والبدني والمجتمعي وكله..الله يسلمك من كل شر، كان قطعت الشارع تسلم من العربات، وكان ولعت الأنبوبة تسلم من فرقعتها، وكان جيت ماري في زقاق تسلم من الكلب السعران ومن عضة العقرب والزلقان في موية العدة المدفقنها في الشارع.. ولمن تلحقه ب ورحمة الله وبركاته انت بتدعي ليه برضو بأن تشمله رحمة الله وهنا الرحمة بتشمل كل حاجة(رحمة الله وسعت كل شيء) الرحمة معناها العطف والأخذ باليد، وأنه يخفف عليك كان مرضت أو جاتك مصيبة في أهلك أو مالك، يحول بينك وبين كل مايضرك، ويظلل عليك بظله في الدنيا ويوم لا ظل الله ظله.
وبعدها بتجي وبركاته، والبركة دي دعوة ماساهلة، البركة والحفظ والزيادة والكفاية في المال والأبناء و…..ولمن تعزي زول وتقول ليه البركة فيكم، انت بتواسيه في فقده وبتدعو ليه ربنا يعوضه أضعاف ماخسر، ولو ملاحظين في وصايا الرسول إنك بترد الدعاء نفسه أو بافضل منه، لذلك البقول ليك البركة فيكم بتقول ليه الله يبارك فيه، يعني هو بدعو ليك بالبركة وانت بتدعو ليه برضو بالبركة، وهكذا حياة المسلم كلها أمنيات ودعاء طيب منك ومردود ليك كل الخير.
أها لمن ماتستحضر كل النوايا الطيبة دي أثناء سلامك بتضيع منك دعوات عظيمة من الزول الانت بتسلم عليه لأنه الأعمال بالنيات وانت نيتك تسلم (مجاملة) مش من جوه قلبك فبتمشي بيناتكم المجاملة وبضيع الأجر وبالتالي بتضيع على نفسك انت دعواتك البتجيك راجعة لأنه الدعاء الصالح برجع لصاحبة أجر مضاعف.
قاليك واحد من المشائخ قابل جماعة في الشارع وعرف إنهم ماشين لزيارة مريض، وطلبو منه يمشي معاهم، فطلب منهم امهاله شوية وقت، لحدي ماوقف مسافة عشان يحول نيته من مشي مع الجماعة لنية إنه يمشي لزيارة مريض لعيادته وطلب الثواب من الله(ديل الناس الفاهمين القصة صاح)وزي ما بنقول الرزق تلاقيط..واهو ربنا مدينا ارزاق بالكوم بس لو نفهم نحن ونعمل بالمطلوب.. القصة كلها فهم ونية والباقي على ربنا.
لمن نقرأ سورة الفاتحة مثلا لازم نقيف (وتستطعم) آياتها من بسم الله الرحمن الرحيم ، لازم تعرف يعني شنو بسم الله الرحمن الرحيم، انتو عارفين الشيطان ما قاعد يغادر عقولنا وبوسوس فيها ليه؟
لأننا ببساطة ماعارفين معنى الكلام البنقول فيه وما بستحضر عظمة الله وبالتالي بتنقصنا النية بي فهم فبتقوم دعواتنا تذهب شمار في مرقة.
لمن تخاف من حاجة وتفتكرها شيطان وتقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، غالبا ما بتكون مستحضر إيمانك بقدرة الله واستعاذتك بيه(الله بيني وبينك ياشيطان والله الأكبر منك ومن كيدك قادر يبعدك مني، ولمن بالإيمان ده تقابل الشيطان بتنسفه نسف من قدامك)لكن لمن فهمك وإيمانك يكون ضعيف الشيطان بقوى عليك..
لمن نبتدي بالاستعاذة بنفتح صفحة جديدة ونحن بنقرأ القرآن، صفحة مافيها وسوسة، وإذا بسملت ولسه بتوسوس أعرف إنك محتاج تعيد البسملة وانت بتستحضر معانيها، كده الشيطان بغادر المكان الانت فيه، مش لمن ترددها وانت خائف وماواثق إنه قادر على إبعاده عنك.
ولمن تقول الحمدلله رب العالمين لازم تعرف إنك بتحمده على شنو..لأنك وانت بتحمده لازم تتذكر نعمه الله عليك، إنك يا ابن آدم من الصباح بتدخل الحمام وبتطلع عادي.. ماقاعد تشعر بنعمه عليك، هو لمن تدخل بتبسمل ليه ولمن تطلع بتحمد الله ليه؟
بتحمده لأنه ما عندك حبس بول، ولا التواء في مصران مخلينك من الألم بتتلوى.
أحمد الله إنك صحيت مفتح عيونك وشايف الدنيا حولك، عدم الشوف مصيبة كبيرة والله..أحمد الله إنك بتمشي وقادر تشرب الشاي لأنه عادي ممكن تصبح مرضان ماقادر تبلع جغمة الشاي..بعدين لازم تقيف عند كلمة (الرحمن الرحيم) دي كتير وتفصل بينك وبين نفسك رحمان ورحيم كيف، وهنا برضو بتحتاج تقيف عند رحمته بينا نحن مخلوقاته الضعيفة (المفتريه) دي.. كدي بالله أفتح قوقل وأسأل من رحمة الله على عباده عشان لمن تقرأ سورة الفاتحة أو تقول بسم الله الرحمن الرحيم تكون عارف انت بتقول في شنو، لأنه ترديد الكلام ساكت مضيعة للوقت، زي الزول البقراء إنجليزي بالعربي وهو مابعرف إنجليزي (هاو ار يو) بتقرأ وانت مافاهم حاجة بالتالي بتضيع من جواك حلاوة العبادة وطعمها وده الفرق بين المؤمن الفاهم (العارف) والمسلم البردد كلام حافظه..هناك فرق كبير.. لذلك الإيمان بهذب المؤمن (العارف) بتلقاه زول نقي شفاف متسامح مع نفسه وغيره، عكس الزول البردد بدون فهم، ده غالبا زول جاف قشري قد يفسر ويفهم القرآن والدعاء عكس معانيه، ماخد من الدين فقط ترك اللحية وشكل الملبس، وناسي طيب المعاملة(الدين المعاملة)وديل ضررهم على المجتمع والإسلام أكتر من ضرر أعداء الإسلام والإنسانية..
المعرفة مهمة جدًا لذلك في فرق بين المؤمن (العارف بالله)والمسلم المؤدي لشعائر الله.
الفكرة يا أصحاب عندنا في الفهم وتذوق طعم الدعاء والعبادة،.
اشتكى سيدنا عمر بن الخطاب للنبي صل الله عليه وسلم من سيدنا علي بن أبي طالب وقال له: قابلت علي أكثر من مرة في الطريق ولم يبادر بالسلام على إلا بعد أن أسلم عليه، وأنا أكبر منه، وانت أمرت بأن يسلم الصغير على الكبير. فسأل الرسول سيدنا علي لماذا لم تبادر عمر بن الخطاب بالسلام؟
قال علي كرم الله وجهه سمعتك يارسول الله تقول أن الذي يقابل أخوه المسلم ويبادره بالسلام يبني الله له قصرا في الجنة فأثرت أن يبدأ أخي عمر بالسلام علىّ ويكون القصر له، فبكى عمر.
طبعا ما أي سلام ببنو ليك بيه قصر في الجنة..هو انت مافاهم ولا قاصد مضامين السلام، ولاك متخذه دعاء لأخيك من جوه قلبك فكيف عايز تكسب الأحد وانت ماقدمت السبت؟.
في زول بسلم عليك وجواه بطنطن الله لاسلمك ولا ربحك، هسي ده يبنو ليك قصر في الجنة ولايجهزو ليه( كمينة)يحرقوه فيها في النار؟
(استحضر المعنى، وبيض النية وأقصد الدعاء، ولين كلامك وسلم بنفس طيبة مش متعالية، وابتسم لأنه ابتسامك في وجه أخيك صدقة، ومد يدك بيضاء وصافح وبادر بالكلام السمح، خليك الأول وانت بتسلم.. أتمنى كل الخير للناس، وخليك واثق في قبول دعاك ليه) بتكون فزت ورب الكعبة، وفاز الذي سلمت عليه، خاصة لمن كمان هو يرد عليك ب (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وهنا هو بكون رجع ليك الكورة في ملعبك، اتلميتو كسبانيين واتفرقتو كسبانيين.
شوف ياحبيب في دقيقة واحدة هي مدة السلام ورد السلام كسبتو كم دعاء، واتبنى ليكم كم قصر في الجنة، وطبعا دعاء المؤمن لأخيه مستجاب في الدنيا والاخرة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..والله بدعاء السلام فقط ممكن الزول يدخل الجنة..شوف في اليوم بتسلم على كم زول.
(بالمناسبة رسائل الصباح في الموبايل قبال ترسلها أقراها كويس واستحضر معانيها قبال ترسلها عشان ماتكون مجرد ورده فيها كلام انت نفسك ماقريته كويس، وبالتالي ما أظن بتكتب ليك بيه حسنات ولابيعتبر دعاء).
في زول من الصباح برسل 50 رسالة، هو نفسه ما حاسي بالمكتوب فيها، وداير ربنا يقبلها منه ؟!!!
الفكرة يا أصحاب انو لازم نفهم ونتذوق كلانا وأفعالنا، خليك مثل سيدنا أبوبكر الصديق لمن قال: أعطيت الرسول تمرة أكلها فوجدت طعمها على لساني..(شوف كمية المحبة دي قدر شنو)..دي حالة بتحصل لمن الحب بين الناس يبلغ مداه وهي ماحالة شاذة، قاعدة تحصل كتير، مش مرات لمن تدي طفلك العمرة سنتين قطعة شوكلاتة ولمن تحس بيه مستمتع بيها، ريقك انت يجري كأنها في خشمك؟
أهو دي الحالة المطلوبة مننا لمن نقرأ القرآن أو نسلم على بعضنا أو نعمل اي حاجة حلوة، لازم نستحضر النية، ونفهم نحن بنقول في شنو ونستطعم كلام ربنا ووصايا رسونا ونفهم إنه المعرفة هي أقصر طريق لكسب الصدقات واستجابة الدعاء.
وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: (ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله فدعوة المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب مستجابة.)
لذلك لمن تجيك قلبة نص الليل، اتذكر أبوك الميت وأمك وصاحبك المريض وأختك المسافرة وجارك المسكين، وأدعو ليهم.. كلها دقيقة وأرجع نوم، وخليك واثق من ربنا إنه بستجيب، ولو كل زول اتذكر أخوانه وأهله بتتنزل علينا البركات وبتتغير حياتنا للأفضل .
ياخ حتى عدوك أدعي ليه بالخير أفضل من تدعي عليه بالشر..مش أفضل تقول ربنا يهديه بدل ربنا ينعله؟
على الأقل لو ربنا استجاب وهداه بتسلم انت من شره، ولو لعنه وطرده من رحمته شره عليك بكون أكتر .
ربنا يهدينا ويرحمنا ويتقبل صالح أعمالنا، ويبيض نوايانا.. إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ مانوى.
هدية:–
تأمل عزيزي في معاني(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
أرجع لتفسير سورة الفاتحة وتأمل تجدها كلها دعاء قاعد تقوله كل يوم 5 مرات عند الصلاة، إذا لم تفهمه وتعيه وتلح فيه بتكون ضيعت على نفسك القبول وتصبح صلاتك هباء منثور.
دعوة لتذوق معاني الدعاء:–
﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ۝ الحَمدُ لله ربِّ العالمين ۝ الرحمٰن الرحيم ۝ مالكِ يوم الدِّين ۝ إيَّاك نَعبُدُ و إيَّاك نستعين ۝ اهدِنا الصِّراط المستقيم ۝ صِراطَ الَّذين أنعَمتَ عليهِم غير المغضوبِ عليهم ولا الضَّآلِّين ﴾
آمين🤲🏼