
تغيرت الخطة وتحول الاستعمار إلى استحمار
لم يعد ضروريا أن يعد الاستعمار جيوشا جرارة ويخسر السلاح والجنود مقابل إفشالك وإيقاف نهضتك..يكفي أن يدعم (الفاشلين) في بلدك ليجعل منهم حكام ومدراء ونجوم مجتمع.
لاتحتاج مخابرات دولة كبيرة لخطط وميزانيات تدريب جواسيس وتذاكر طيران وإقامة في فنادق، وحياة مترفة كما كنا نشاهد في أفلام “جيمس بوند” لمعرفة تسليح بلدك ومواقع جيشك وحجم تسليحك، لأن شراء سياسي نافذ، أو قائد عسكري، أو تهيئة كرسي الحكم لعميل مستبد يكفي لذلك.
انت لاتحتاج انفاق ملايين الدولارات لإفساد مجتمع، بالعكس أصبح إفساد المجتمعات مصدر دخل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت ملهاة ومستنقع للرذيلة، ومفرخة للتفاهة، ومرمزة لسواقط المجتمع.. والأدهى وأمر أننا ندفع لهم مقابل إفساد مجتمعاتنا بدلا من أن يخسروا هم ندفع نحن ملايين الدولارات لأصحاب المواقع التافهة لاستغلالنا وتعطيل نهضتنا!!!
الاستعمار الحديث لم يعد يحتاج إلى إعداد جيوش يغزو بها الدول لنهب ثرواتها، يكفيه استخدام التمويل عبر الثالوث الإمبريالي( صندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية) لفرض توجهاته الاقتصادية والاجتماعية، والباقي نتكفل به نحن من خلال حروبنا الداخلية التي نمولها من ثروات شعوبنا.. ندفع لهم مقابل شراء السلاح، وسيارات الدفع الرباعي، والمصفحات التي نحطمها ونحرقها أثناء تحطيمنا لإنساننا ولبنيتنا التحتية، ثم نطلب منهم غيرها، وندفع، ثم ندفع، وندفع للدمار، ثم ندفع لهم مرة ثانية، وثالثة وعاشرة لإعمار مادمرته حروبنا الداخلية عبر تعاقدات مجحفة ومخزية تحت عنوان (إعمار مادمرته الحرب).. عقود مع شركات أجنبية تدخل البلاد والأجيال القادمة في ديون واجبة النفاذ.
إنهم لايحتاجون جيوش لرسم حدود جديدة لعالمنا(الثالث) كما فعلوا بعد الحرب العالمية.. هذه المرة نحن بأيدينا من سنعيد تقسيم بلادنا، ونرسم حدودا شائهة.. نحن من نحارب بعضنا، ونثير القبلية والجهوية، ونطالب بالانفصال من الوطن الأم لصالح دويلات يسهل لهم ابتلاع ثرواتها… نحن عبيد المستعمر وأدواته، نحن التافهون الذين يصنعون منا قيادات (نظام التفاهة).
الحل
♦️أن نحارب بشراسة نظام التفاهة والتافهين.
♦️أن نفضح الدور الخبيث للاستعمار الحديث عبر فضح واجهاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
♦️أن ننظف البيت من الداخل، بكنس العملاء بكل ألوانهم الحربائية، دينية/سياسية/اجتماعية/قبلية/عشائرية………. .
♦️أن نرفض الدكتاتوريات لأن في نظام القمع يكثر الفساد وتمرر المخططات الاستعمارية، وتباع مقدرات الأوطان، فالحاكم المستبد يفرط في ثروات البلاد لأجل الاستمرار في الحكم، وفي عهده يتسيد (الروبيضات) المشهد، وينزوي دور العلماء والسياسيين الشرفاء، والمبدعين الملتزمين بقضايا مجتمعاتهم.
♦️أن نحارب نظام “التفاهة” ونجتهد في توعية الشعب ونواجه “العولمة” بأدوات غزوها الثقافي بمزيد من التمسك بقيمنا وموروثاتنا السمحة، وأن نستميت في ذلك استماته أجدادنا في الدفاع عن أوطانهم ضد الغزاة المستعمرين التقليديين.
♦️أن ندعم خطاب السلام.. نرفض الحرب ونفضح أدواتها .. ندعم ركائز الوحدة الوطنية، ونسقط رموز “التفاهة” لصالح خطاب الوعي والاستنارة (فلا يعقل أن تحصل صاحبة محتوى تافه لأكثر من 70 ألف تفاعل بينما لايجد عالم أو صاحبة محتوى جيد 20 تفاعل!!!)
🔹انت لاتستطيع مواجهة الإمبريالية بجبهة داخلية متصدعة، ولن تستثمر مواردك إذا لم تقلم أظافر اللصوص المحليين، ولن تبني وطن موحد أرضا وشعبا إذا لم تسكت أبواق العنصرية والقبلية.
(6 أبريل انتفاضة الشعب ضد الطاغية)