وكنا حشود بتصارع بالكلمة الأغنية الهتاف حرية سلام وعدالة

كان لثورة ديسمبر أدب ثقافي ونضالي جديد يتمثل في استمرارية المواكب اليومية، التي توجت بأعظم نموذج ثوري عبر تاريخ السودان والمنطقة، تمثل فيما عرف باعتصام القيادة،
كانت الخيام والمصلين والندوات والرسامين والطرق الصوفية والأحزاب لكل نموذج سوداني خيمته وكان تلاحم ثوري يعانق عنان السماء في المحبة والتصالح
( عندك خت ماعندك شيل )
وكان الكل يخدم الكل والمكرفونات بأهازيجها والأناشيد الوطنية تعلو فوق كل صوت والوطن يصلي ركعتان للعشق لايصح وضؤهما إلا بالمحبة وكانت النفوس كبار في مقاصدها، بناء سودان يسع الجميع بحجم شعارات المواكب تسوده الحرية ويعمه السلام ويرتكز على العدالة ..
كان هذا هو الحال تأتي وجبات الطعام ومياه الشرب والعصائر من أين لا تعرف هو السودان وتلك الأخلاق النبيلة والنفوس التي أجمعت على كراهية نظام الإنقاذ وإسقاطه ….
الجميع في محراب العشق الوطني إلا فئة قليلة من ق-تلة والمجرمين تجتمع وتدبر وتختلق الحكايات حتى تمكنت من نسج جريمة العصر
قتل الكل …
كان البرهان وحميدتي والكباشي والعطا وعشرات معروفين باسمائهم وملامحهم الكالحة خططوا لتنفيذ الجريمة …
الدنيا ليل والناس تتجهز لأكبر صلاة عيد في ساحة الاعتصام
هجم العسعس تحت جنح الظلام مدججيين بالحقد والكراهية ضد الثورة والثوار وكان الموت الموت وحده هو سيد الموقف بالبنادق والحريق أو رمي الشابات والشباب في النيل بعد ربطهم بالحجارة وتجاوزت أعداد الشهداء أرقام لا يستطيع نطقها صناع الجريمة.. وكان القتلة من كل الوحدات والعمل الخاص الأمن والمخابرات العامة ….
كان الذهول سيد الموقف هل نحن في السودان ومن الذي تجرأ على هذا القتل والتقتيل، من الذي صنع من دماء الثوار أنهارا
وكيف ولماذا ؟؟!
في مثل هذا اليوم ( حدث ماحدث)
ألوف الشهداء ومئات المفقودين وعشرات الآلاف من الجرحى كل هذا حتى يتسنى لهم إطفاء شعلة الثورة التي استراحت في قلوب ووجدان الثوار لا فض اعتصام ولا إشعال حرب ولا
كل أدوات الموت والإرهاب لن تستطيع أن تكسر صوت الثوار ولا هتاف الثورة …
وما أتعس خائب الرجا الذي تحمل ذنوب قتل كل هذه الأرواح وصمت صمت القبور هو نبيل في مسماه تعيس في مسعاه ولكن للعباد رب في السماء سيقتص لهم وستظل صفحات التاريخ مفتوحة لمحاكمة كل مجرم قتل نفسا اهتز لها عرش الرحمن …
( من قال إن ديسمبر
قد مات
ديسمبر حى
لا يموت
سيظل ديسمبر
ألق الفصول المزهرة )
في الثالث من يونيو 2019 كانت مجزرة القيادة التي ستظل ناقوس يدق في ضمير كل إنسان ومن كيفية الإعداد للجريمة …

وفي الليلة السابقة للتنفيذ دعونا لاجتماع موسع حضره كل (أعضاء) المجلس العسكري حضره كل (قادة) القوات النظامية والقوات المسلحة
رئيس الأركان ومجموعته
رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية
ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ونائبه
مدير عام الشرطة ونائبه
قائد قوات الدعم السريع.
وطلبنا أيضا من السيد رئيس القضاء والنائب العام أن يحضروا هذا الاجتماع لتقديم المشورة القانونية.
(كل) الذين ذكرتهم كانوا في هذا الاجتماع، أخذنا الاستشارات القانونية اللازمة في كيفية التعامل مع مثل هذه الظروف الحساسة وشاكرين السيد رئيس القضاء والسيد النائب العام، قدموا لنا الاستشارات اللازمة ثم خرجوا، ومن ثم وجهنا القيادات العسكرية بالتخطيط لفض هذا الاعتصام وفق الإجراءات الأمنية والعسكرية المعروفة، القيادات العسكرية ذهبت ووضعت خطتها ونفذت وحدث ماحدث.
شمس الدين كباشي – الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة
#مجزرة_القيادة_العامة‬
#ليلة_الغدر_على_الثوار_السلميين
#الثورةمستمرة
#ثورة_ديسمبر_المجيدة