خرج ولم يعد حتى الآن

سارة منوفلي

يجينا العيد ..
يدق باب المدينة صباح
يكبر بالأذان أصداح
يجينا العيد
ترد الروح على قلب
الوطن ينبض
تضخ الدم على أرض
البيوت
الفارقه الأصحاب
بقت مسكونة بالأشباح
فتحت الباب
نفضت من الستارة
تراب
ملاياتي الجديدة معاي
فرشت البيت
وزيرو مليت
مسحت الهول
غسلت الفرشة والسجاد
نسجت البنبر المحشوش
وشديتو
يعجبك حوشنا كيف مرشوش
وكعك العيد مسكر بيك
مليت شيالتي رصيتو
وديوانك هداك جاهز
منتظر اليبارك العيد
يهل بيتو
بعد كبرتو صليتو
أقيف في أول الشارع
ومتقريف بياض
جلبابك الناصع
وطاقية وبياض نية
وشال في كتفي ختيتو
وهاكا سلام
وعيد مبروك ..تهاني
ودعوة يا المريود
تعود يا عيدنا تلقانا
من العايدين
تمام الروح …عدد كاملين
وما ناقصين ولا نقطة
ولا شرطة..ولا عسكر
ولا أورطة
ولا ورطة
تجينا مدينة بت جيرانا
تضاحك…
حدود العيد كما الخرطة
ونبدأ نعيد
سلم العيد من أول بيوت
الحلة
لى آخر زقاق فيها
صدور عمرانة بالفيها
ومن أمراض بني الكيزان
تشافيها
ومن جيبك
تمد ايدك …هدى العيدية
أديها
صغار الحي .تعال يا حي
حباب أمي البتول كيفك
أساعدك كان تعدي الخور على بيتك
أيا المسخوت
بدور أمسك عصاتي براي
وأعدل التوب
قايلني عجزت؟
أنا الفي عمري لسه شباب
مفتح نحن لسه شفوت
ضحكت من الضحك
ببكى
لقيتك في الحلم تحكي
وتسأل ياتو عيد
يرجاك
واتمد القدر في لمحة
شال وطنك
مشي وخلاك
جانا العيد وما لقانا
لقينا العيد وما جانا
ده ليهو سنين..مفارقنا
فراق حردان
ولا بي دربو بغشانا
طريقو ..كُتّر
طريق العيد …طريق أخدر
ده صبح العيد
أكان بالصدفة لاقانا
يغتي عيونو يغبانا
ومن داك النهار الشؤوم
خرج العيد وما عاد
ما خلينا فتشنا
مشينا النقطة بلغنا
جرايد اليوم نزل
مفقود ..
وفي النشرة
مروق العيد
من منزل ذويه شديد
إلا مكتفه الحسرة
ووصف العيد
طويل وأسمر
يرتدي جبة الدرويش
كثيف الشيب
بيقرا الغيب
وبي كامل قوى عقلو
ونناشد
كان عليكم مر أو شفتو
تطيبو خاطرو بالمرة
وتراضوهو
وبلغ أقرب الطيبين
على أرقام بلد حرة
ولىي يوم داك
استودعتك الحافظ
أمان الله
….