
د. أحمد بابكر :
العالم انصرف للمسار الإنساني بدلا عن إيقاف الح-رب كهدف رئيسي
راديو دبنقا- “الهدف” – اخبار
قال القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”، د. أحمد بابكر: “إنَّ تركيز البعض على قوى العالم والإقليم كطريق لوقف الح-رب، يعني عدم الاستفادة من تجاربنا كسودانيين في الاعتماد على الخارج لحل أزماتنا الداخلية والتي كانت نتيجتها الخسران المبين”. وأضاف بأن: “إيقاف الحرب رهين بوحدة القوى الوطنية المناهضة للحرب وليس أي طرف آخر”.
واعتبر أن غياب الإرادة الوطنية الموحدة الآن جعل المجتمع الدولي يصرف اهتمامه من إيقاف الح-رب كهدف أساسي، لمستوى أدنى وهو تنفيذ المسار الإنساني، وتوصيل الإغاثات، وهذا يدل على أن المجتمع الدولي ليس لديه مشكلة في النتائج التي تفرزها الحرب.
وأوضح بقوله، على سبيل المثال، حال سقوط الفاشر سيخضع كل غرب السودان لسيطرة قوات الد-عم السر-يع، ولم يستبعد أن تتم معالجات في الشمال أو الشرق لمصلحة قيادة القوات المسلحة السودانية، ليتم التعامل مع الوضع كحكومتي أمر واقع كما يحدث في ليبيا.
واعتبر أن ذلك يعد مدخلاً كبيرًا لنهب موارد الدولة. مشيرًا إلى أن كل طرف سيكون بحاجة لإثبات الشرعية لنفسه والتي يفتقدها الطرفين داخليًا سيحاول كل طرف أن يجدها من المجتمع الدولي لكن مقابل تقديم تنازلات بدون سقف ، وتابع: “إزاء ذلك سنشهد بيع للأراضي وبيع للموانئ وغيره”.
البلاد في ورطة:
وحذر، د. أحمد بابكر في إفاداته لـ”راديو دبنقا”، من أن البلاد أمام ورطة حقيقية ولا يمكن الفكاك منها إلا باتفاق القوى السياسية المدنية والمجتمعية على رؤية موحدة، تتعامل بها مع كل الأطراف وترفض بها الحرب والمساس بوحدة وسلامة السودان وأراضيه وترفض وجود طرفي الح-رب في أي معادلة سياسية قادمة.
اعتبر بابكر، أن أولويات المرحلة الراهنة تتطلب بصورة جادة تشكيل جسم ثوري ووطني موحد يضم كل القوى السياسية والمدنية، أو القوى التي لديها مصلحة في التغيير، والمناهضة للح-رب، لإنجاز عملية الضغط أو عملية التغيير.
وعبّر عن أسفه قائلًا: هذا الجسم افتقدناه منذ الفترة الانتقالية وبعد حدوث الانقلاب وحتى قبل الح-رب، وهو ما شكل تحدي أساسي بالنسبة لنا”. معتبرًا أن الوحدة ضرورية وتشكل التحدي الأساسي بالنسبة للقوى السياسية بالنظر إلى أن الجميع لديه أطماع ومصالح في السودان مشيرًا إلى المصالح الإقليمية والتقاطعات الدولية، وأضاف: “نحن أيضًا لسنا في جزيرة معزولة بالطبع، فالسودان لديه علاقات ومصالح مع الجميع”.
وأشار بابكر إلى أن في ظل الصراع الدولي، الذي فيه تخلق لوضع دولي جديد، هناك صراع حول المراكز المفتاحية في العالم. والسودان واحد من تلك المراكز لموقعه الجيوسياسي المتميز، باعتباره مدخل لإفريقيا عبر البحر الأحمر الذي يعتبر الأساس في التجارة العالمية مشيرًا إلى أن 60% أو أكثر منها تأتي عبر البحر الأحمر.
أطماع الدول:
ولم يستبعد د. أحمد بابكر في الحديث الذي أدلى به لـ”راديو دبنقا”: تأثير الصراع العربي الإسرائيلي على السودان وتأثير السودان في تلك المنطقة، كذلك الصراع الدولي مع الصين وروسيا حول السيطرة على إفريقيا والأسواق الأفريقية. وأشار ايضًا لوضع السودان التاريخي كجسر ما بين إفريقيا وآسيا وليس في الجوانب السياسية فقط وإنما هنالك جوانب ثقافية وتاريخية وحضارية.
وخلص القيادي بحزب البعث إلى أن الوضع الجيوسياسي للسودان يجعل العالم يهتم بما يحدث في السودان، واستدرك بقوله: “نحن ليس لدينا مشكلة بالطبع في هذا الأمر، لكن نعتقد إن الأساس في التعاون مع المجتمع الدولي يجب أن يتم عبر الأجندة الوطنية”. وقطع بعدم إنجاز ذلك دون وجود قاعدة قوية متسعة عريضة من القوى السياسية والمجتمعية، للتغيير والديمقراطية إن جازت التسمية.
وأعاد التذكير بأن السياسة علم يقوم على توازن القوى. وقال: إذا كان توازن القوة مختل فإنَّ الأقوى هو الذي يفرض شروطه. وتابع: “نحن ليس لدينا مشكلة في التعاون مع العالم لكن يجب أن يكون ذلك عبر المصالح المشتركة”، و”المشتركة”، هذه أساسية وليس مصالح من اتجاه واحد”.
وأوضح بابكر أن الهدف من إنشاء جبهة عريضة موحدة تضم كل القوى المدنية السياسية والمجتمعية المناهضة للح-رب خلفه قوى شعبية عريضة تسنده، من خلالها يتم تقديم رؤية لكيفية إيقاف الح-رب، وتستطيع التعامل مع المجتمع الدولي، وراهن على أن هذه الجبهة الموحدة يمكن أن يكون لها تأثير فاعل في مجرى الأحداث، وليس الاكتفاء بوجود رمزي يتم عبره تمرير الأجندة غير الوطنية.