هل تتعامل الدول الإقليمية مع نظام الإنقاذ كنظام خالد وأزلي؟


هل تتعامل الدول الإقليمية مع نظام الإنقاذ كنظام خالد وأزلي؟
اعتقال وتسليم بوشي نموذجاً

بقلم: د. أحمد بابكر

درجت بعض الأنظمة الإقليمية مؤخراً على اعتقال الناشطين السياسيين الشباب الذين ينشطون في معارضة نظام الحركة الإسلامية السوداني وتسليمهم إلى النظام القمعي في الخرطوم وفق التنسيق والتبادل الأمني بين النظامين، كما حدث في العام 1991م؛ حيث اعتقل جهاز أمن النظام المصري 10 من كوادر حزب البعث الطلابية، وتم ترحيل 9 منهم إلى السودان وتسليمهم لجهاز أمن النظام، والجدير بالملاحظة أن هؤلاء الناشطين الشباب كانوا مُرحبا بهم في السابق في نفس هذه الدول، وفي وجود نفس الأنظمة، وأنهم لا يشكلون تهديداً أو مساساً بأمن تلك البلدان، وآخر هؤلاء الناشطين الذين تم تسليمهم إلى نظام الإنقاذ المهندس محمد حسن عالم بوشي، وهو ناشط معروف خاصة في أوساط الشباب ومنظماتهم ويحظى بمتابعة كثير من الشباب الذين يتابعون الميديا الحديثة خاصة منصات الشباب على الفيس بوك.
وقد كان اعتقاله وتسليمه للسلطات السودانية في نفس اليوم مُستغرباً من قبل كثير من الناس، خاصة في ظل معرفة الجميع بمدى قمعية أجهزة الأمن السودانية، وأكثر من ذلك، فقد أثار الاعتقال والتسليم الكثير من التساؤلات، أهمها هل تعتقد هذه الأنظمة بخلود نظام الإنقاذ وهو في أشد مراحل ضعفه، بل أكثر من ذلك فهو يتدحرج نحو السقوط الذاتي بمتوالية غير مسبوقة لم تكتشف بعد؟
هل ما زالت هذه الأنظمة تتعامل بغياب النظرة الاستراتيجية، وإغفال دور الشعوب التي تسجل وتعرف كل الأحداث التي باتت تصلها في هواتفها الذكية ولم يعد هناك مساحة للتجهيل والاخفاء؟ حيث ما عادت الأجهزة الإعلامية لهذه الأنظمة تمتلك القدرة على تشكيل الرؤى والمواقف والأفكار عبر الأكاذيب وتكرارها واحتكار المعلومة والحقيقة.
هل تغفل هذه الأنظمة أن هؤلاء المعارضين يمكنهم في وقت ما التواجد في سدة حكم السودان أو التأثير في سياسة السودان إقليمياً ودولياً؟ خاصة اذا علمنا أنهم لم يخالفوا القوانين في البلدان التي هاجروا اليها بسبب الاجراءات التعسفية التي مورست ضدهم من قبل نظام الحركة الإسلامية.
على أنظمة الدول الاقليمية أن تعي أن النظام السوداني لا يمثل الشعب السوداني، فهو قد تغول على الديمقراطية وبدأ التنكيل بالشعب السوداني منذ بداياته الأولى، وعليها أن تنتقل من طريقة التفكير التقليدية والتي تقول أن النظام يمثل الشعب والأرض، في حين أن نظام الخرطوم غير شرعي، ويجب على هذه الأنظمة أن تنتقل إلى رؤية استراتيجية للعلاقات والتي يمثل الشعب، أي شعب، حجر الأساس فيها، خاصة في هذا العصر الذي سوف يشهد زوال كل الأنظمة التي لا تستمد شرعيتها من الشعب.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.