(لا يهمني أن انتمي إلى هذه القبيلة أو تلك، كلنا سودانيون)

(ﻻ يهمني أن انتمي إلى هذه القبيلة أو تلك، كلنا سودانيون)

م .عادل خلف الله

بهذه العبارة المترعة بالثقة في الشعب، والفياضة بالوعي المستقبلي الوحدوي التقدمي، واجه رمزنا الوطني البطل: علي عبد اللطيف، ورفاقه، من حملة الموقف الوطني التنويري، تحت راية “اللواء الأبيض”، واجهوا المستعمر البريطاني، وركائز مصالحه من قوى التخلف والتبعية، مفصحا منذ ذلك الحين عن حقيقة الصراع الدائر في السودان قبل أن ينال إستقلاله ، بإعتباره صراع سياسي إقتصادي إجتماعي له مجراه و(محتواه)واتجاهه …من أجل توطين الديمقراطية وربطها بمتطلبات مهام ما بعد الإستقلال السياسي، بتحقيق التنمية المتوازنة إجتماعيا، (لصالح غالب الشعب من الكادحين والفقراء وقوى الدخل المحدود، والمنتجين في مختلف القطاعات …)، وجغرافيا (بالنهوض بالمناطق الأكثر تخلفا..) و بتحقيق السلام والعدالة وصيانة وحدته وسيادته، بإعتبارهما ضمانة تقدمه وإزدهاره، وتفاعلهم مع محيطه القومي والقاري والإنساني.

عجزت القوى التي تعاقبت على الحكم وحتى الآن، عن إنجاز ذلك، فزادت الأوضاع تأزما وتدهورا…!!
إنجاز هذه الأهداف الوطنية مهمة السودانيين المتطلعين لها كافة، ﻷن هذا الصراع، لم يكن، ولن يكون، صراعا بين مكونات الوطنية السودانية.
ومن يعمل على تصويره بخلاف ذلك، سواء من السلطة، أو المعارضة، يسعى واعيا، لحرف الصراع عن مجراه، وإفراغه من محتواه، وﻻ يخدم بذلك إﻻ قوى التخلف والتفتيت والتبعية.
ولقد اكتوى شعبنا في الشمال والجنوب بنيران قوى الإنعزال والتفتيت، التي تناغمت تعبئتها العنصرية والجهوية، وصولا لتقاسمهما السلطة والتسلط، وارتكاب جريمة فصل الشمال عن الجنوب.
وذلك خدمة لطموحاتهم الذاتية، ومصالحهم الضيقة، والمخططات التي تستهدف إعادة التفتيت والتقسيم في الوطن العربي وعموم أفريقيا.
ومن لم يسلم ببدهيات الوعي، والمنطق، والنظرة التاريخية والمستقبلية، كما جسدها ذلك الرعيل، عليه أن يتعظ بحنظل النتائج، وما أكثر العبر…
بغير ذلك يعبرون عن وعي إرتدادي، قاصر عما عبر عنه البطل علي عبد اللطيف في مطلع العشرينات من القرن المنصرم (كلنا سودانيين …وﻻ يهمنا الانتماء إلى هذه القبيلة أو تلك ….) إلى آخر مرافعته الوطنية التحررية التقدمية …
إضافة إلى سيرهم عكس مسيرة التاريخ، وتفريطهم في متطلبات النهوض والتقدم والازدهار.
فلم يفعلون ذلك ..؟! ولمصلحة من …؟

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.