شعب المريخ يبتدر ممارسة الديمقراطية في عهد الحرية والديمقراطية

شعب المريخ يبتدر ممارسة الديمقراطية في عهد الحرية والديمقراطية

خاص:الهدف

إعداد:حسين يوسف

قبل 35 عاما، وبعد انتصار الشعب في انتفاضة مارس ـ أبريل المجيدة، وقبيل الذكرى الأولى للانتفاضة، أهدى نادي المريخ لجماهير الانتفاضة أول انجاز كروي خارجي، بعد أن توج نفسه بطلا لأندية شرق ووسط أفريقيا، لتتزامن أفراحه مع أفراح الشعب بالحرية والانعتاق من نير الحكم المايوي الدكتاتوري..

واليوم، وتحت ظلال الحرية التي أتاحتها ثورة ديمسبر المجيدة، عبرت جماهير المريخ عمليا، عن مناخ الحرية والديمقراطية الذي عمت بشائره أرجاء الوطن الحميد، فتدافعت جماهير المريخ من مختلف المدن والقرى لممارسة حقها الطبيعي في اختيار من يمثلها لإدارة دفة العمل بالنادي الأعرق في السودان.، ولتحرر المريخ من رهق أربعة أعوام عجاف سيطرت على المشهد الإداري بالنادي..

ورغم الأجواء المشحونة بالتنافس الحر، ورغم الانقسام بين معسكرين، ورغم ضبابية موقف الجهات المسؤولة عن تسير دفة العمل الرياضي والثقافي والاجتماعي بحكومة الثورة، رغم كل ذلك وغيره من التعرجات، فقد تدافعت جماهير المريخ لترسم لوحة زاهية عنوانها معا من أجل مريخ موفور القيم، ناهض العزة، خفاق العلم.

رغم كل ذك وغيره فقد تدافعت جماهير المريخ نحو حديقة الموردة بأم درمان، لانتخاب مجلس إدارة جديد، وقد عبر هذا الحشد عن روح الثورة بحق وحقيقة، وعبر عن تلاحم عظيم بين جيل التضحيات بقيادة روز المريخ أمثال (طه صالح شريف، وعصام الحاج، ومحمد الياس، وفتحي إبراهيم عيسى، ومحمد الشيخ مدني…الخ)، وبين جيل البطولات وأسود المدرجات الشعبية (عوض كرنديس، صفوت قاسم، قدورة المجنون، واسحاق أبو قرن، الجنيد…الخ)، ولن ننسى قدامى اللاعبين الذين لونوا الملاعب بدمهم الأحمر وهم يدافعون عن الشعار الأحمر، حيث تواجد عدد كبير منهم بقيادة ( جعفر قاقارين، ومحمد عبد الله مازدا، وعصام الدحيش)، وكان لحفيدات سيدة فرح حضورا أنيقا بقيادة خادمة المريخ (سعدية عبد السلام) وأخواتها.

وكذلك حضر مندوب اتحاد كرة القدم ممثلا في دكتور محمد جلال رئيس اللجنة القانونية بالاتحاد، والأستاذ معتز الشاعر عضو مجلس إدارة الاتحاد، وفي حضورهما تأكيد على أن هذه الجمعية تنعقد وفق خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمعالجة المشكلة الإدارية المعروفة بالنادي.

وقد أثمرت العملية الانتخابية التي شهد تنافسا حادا على بعض المقاعد، بينما فاز البعض بالتزكية بعد انسحاب المنافسين، عن فوز السيد حازم مصطفى برئاسة النادي، والسياسي المعروف محمد سيد أحمد الجكومي بمنصب نائب الرئيس، ومن أبرز الأسماء التي نالت ثقة الجماهير، الكابتن عادل أبو جريشة الذي مارس العمل الإداري في دورات سابقة، بالاضافة للسياسية المعروفة تابيتا بطرس والتي فازت بمقعد المرأة، بينما نال الإعلامي الشهير هيثم كابو، مقعد المناشط الثقافية والاجتماعية.

ومن الأحداث المهمة التي شهدتها هذه الجمعية، إنها لم تناقش خطاب الميزانية، فقد اوضح المدير المالي لنادي المريخ السيد عبد الحي بأنه لا يمتلك مستندات رسمية عن كل العمليات المالية بالنادي، وإن بعض أفراد المجلس السابق كانوا بتصرفون بشكل فردي في بعض الأموال، وأوصى بتكوين لجنة لتقصي الحقائق عن ميزانية الأعوام (2018، 2019، 2020)، فأوصت الجميعة بتحويل أمر الميزانية للمراجع العام.

كذلك من الملاحظات التي ميزت هذه الجمعية الفريدة، إنه ولأول مرة في تاريخ انتخابات الأندية الرياضية الثقافية الاجتماعية، يكتمل النصاب القانوني للناخبين خلال النصف ساعة الأولى من بداية الجمعية، بل حضر حتى كبار السن فوق الثمانين عاما. بالإضافة لاحتشاد عدد مهول من جماهير المريخ التي لا يحق لها الانتخاب خارج القاعة بغرض دعم واسناد العملية الانتخابية، علما إن الذين اكتسبوا العضوية مؤخرا ولا يحق لهم الانتخاب بلغ 3000 عضو.

وتجسيدا لأهمية المرأة في في المجتمع عموما، والرياضة خصوصا، شهدت الجمعية تنافسا نبيلا بين حفيدات سيدة فرح من أجل نيل ثقة الجمعية، فترشحت لنيل مجلس المرأة، الدكتورة تابيتا بطرس، بجانب الإعلامية الشهيرة هيام تاج السر، ورفيقتها رفقة أبو الخير، وكما ذكرنا فقد فازت بالمقعد الدكتورة تابيتا بطرس.

وبهذا انطوت صفحة سوداء في تاريخ المريخ، واشرقت عليه شمس الحرية، معلنة عن ميلاد مريخ جديد، فمن حق جماهير المريخ أن تفتخر بأن تنافسها هذا يصب في نهر المناخ الثوري الحر الذي يسود أرض الوطن، وإن الهنات التي حدثت هنا وهناك، ما هي إلا عثرات هامشية في طريق طويل عنوانه معا من أجل وطن حر ديمقراطي.