دعوة للمواجهة

دعوة للمواجهة

بقلم: خالد ضياء الدين

_ليس دفاعاً عن آل سعود ولكن

_الآن وصل الأمر مرحلة تكسير العظام

ضجت الأسافير بالبكاء وبالنواح، ولمسنا اهتماماً أمريكياً بخصوص قضية إغتيال الصحفي السعودي في تركيا. الصحيح ان هذه الاغتيالات السياسية يجب وضع حد لها وذلك بفضحها وادانتها، ولكن هل الولايات المتحدة الأمريكية مهيئة أخلاقياً للقيام بهذا الدور (دور المهموم بقضايا الانسان وحقوقه)؟
كيف لها أن تملأ الدنيا ضجيجاً وتسخر إعلامها ودبلوماسيتها (وكتابها العرب) لفضح اغتيال المملكة العربية السعودية لمواطنها وهي التي قتلت ألاف الأبرياء في منازلهم في افغانستان والعراق وليبيا وغيرها؟
ثم أين كان ذلك الترامب ودولة الكيان الصهيوني تقتل وتسجن الصحفيين وتعتقل الاطفال؟
هل يظن الأمريكان بإننا أصحاب زهايمر كي ننسى جرائمها السياسية في غوانتنامو وأبو غريب وفي سفنها في المحيطات. وكيف إنها تعتقل وتسلم ما تسميهم بالإرهابيين إلى دول عربية وإفريقية كي يتم سجنهم وتعذيبهم وحتى اغتيالهم؟
أمريكا التي رعت التطرف وسلحته ووفرت له الدعم وصورت وروجت لأفلام ذبح الرهائن لن تكون لا هي ولا معتوهها الجديد (ترامب) أصحاب حق في الدم السعودي والانساني لأنهم أعداء للانسانية والحضارة
(ففاقد الشئ لا يعطيه)
إن قضية خاشقجي ماهي الا موجة يستغلونها لتوصلهم لمبتغاهم وهو ابتزاز المملكة وصولاً لانهيارها.
المطلوب الآن من المملكة الاعتراف باغتيال خاشقجي (اذا كانت هي من قام بذلك) ودفع ديته و محاكمة قتلته بالتزامن مع ايجاد مخرج لحربها في اليمن (عبر الحل السلمي) ومن ثم الوقوف بحزم في وجه الصلف الأمريكي كما أن مواجهة التمدد الصفوي لا يكون الا بدعم المقاومة العراقية لاعادة التوازن في المنطقة.
عليها أن تفعل ذلك حتي لو أدى إلى زوال حكم آل سعود بيدهم لا بيد الامريكان. فليذهب الحاكم ولتبقى السعودية، فما أسهل أن تحشد المملكة العرب والمسلمين (شعوبا) في معركتها القادمة وما أسهل أن تنتقل معارك الأمة خارج أسوارها لتسمع أمريكا صراخ طفلتها في المنطقة.
وأننا أيضاً نحتاج أن نسمع سكان أمريكا صوتنا وكيف أن حكوماتهم تنهب مواردنا وكيف يجب أن نعلمهم بأنهم (مغيبين) تماماً وإن نريهم سوء قادتهم في البنتاغون والكونغرس. نحتاج أن نخبرهم بأننا أمة حضارة ورسالة بعكسهم، فلسنا أجلافاً دعاة قتل كما يصورنا اعلامهم، وباعتبار إنهم هم أصحاب الحضارة، فهل هناك شعب متحضر في الدنيا ينتخب (جلف) مثل ترامب، اللهم الا اذا انطبق عليهم المثل العربي (كل إناء بمافيه ينضح)
علي حكام المملكة الاستعداد للدفاع عن أرضهم ومكتسباتهم ومستقبل أجيالهم وذلك لا يكون الا هجوما. فقد أكدت كل التجارب أن المهادنة والمساومة والانبطاح وشراء البقاء بالدولار لن يطيل بقاء الأنظمة بل يفقدها احترام شعوبها ويعجل باسقاطها (يسقط النظام اذا سقط في نظر شعبه) لذلك ما من مخرج للمملكة الا بمواجهة ذلك الذئب البشري المتعطش والمتبجح. فشعب المملكة سليل أمجاد الأمة وهم أحفاد أبطالها. فحري بحكامها أن يحملوا جيناتهم ويقاومون ذلك الكاوبوي الأحمق باعتبارها معركة بقاء.
هي راية استشهد دونها أسد الأمة وقعقاعها صدام حسين وهي رسالة خالدة لن تنتهي لأنه دوماً هناك من يحملها باستحقاقها (أما النصر أو الشهادة).
لقد ظن بعض حكامنا أن تعاونهم ومهادنتهم لأمريكا ستعصمهم من غضبة الشعب. والعكس صحيح فقد أطيح بحكم بن علي ومبارك على الرغم من المظلة الامريكية. فمن أعطاه الله الملك عليه أن لا يعتمد سوى على شعبه حارسا وحاميا وحاضنا.
لقد (قرفنا) من سماع تصريحات الأحمق (ترامب) وهو يهدد ويمد إصبعه في وجه ارادة المملكة غير مهتم بوقع ذلك علي حكامها وشعبها وأمتنا، كل ما يهم هذا الدرايكولا هو تجريد المملكة من آخر نقطة دم ليتركها بعد ذلك جثة هامدة لا تملك لنفسها (ضر ولا نفع)
قاتلوا استباحتهم لأموالكم فغدا سيستبيح الخنزير الامريكي (النجس) مزارعكم ودور عبادتكم وغرف نوم حرائركم.
قاوموهم فإنكم ان قاومتم تعيشون.
واما شعب المملكة فليس أقل من أن يخرج رافضاً لنهب ثرواته ونقلها لأمريكا خصما على لقمة عيشه وعيش أجيال قادمة. ذلك حتى تنتخي بهم وبفعلهم القيادة السياسية وتعلن مواجهة الخنازير البرية وقائدها المقرف (ترامب).
ان إغتيال خاشقجي (رحمه الله) مدان ومرفوض ولكن يجب أن لا يكون دمه مقابل بقاء السعودية (شعبا وأرضا).

للحديث بداية ولا نهاية له

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.