تردي الخدمات الصحية في عهد الوالي جماع

من كسلا سلام

تردي الخدمات الصحية في عهد الوالي جماع

بقلم: همرور حسين همرور
==========

عندما تمر بأحدث مستشفى بمدينة كسلا دون أن تنوي الدخول لداخل هذه المقبرة تحس كأنك داخل مجرى صرف صحي فالمستشفى أصبح الوحيد الذي يجيء إليه سكان الولاية من محلياتها المختلفة باحثين عن الخدمات الصحية والعلاجية غير المتوفرة أصلاً.
هذا المستشفى أصبح شبيها بمستشفيات العصور الوسطى التي كانت عندما يدخلها مريض بداء معين يخرج منها بأمراض أخرى، غير أن المحزن فعلا إكتظاظ قسم الأطفال حتى في يوم العيد، هذا القسم المهمل والمفتقر لكل الخدمات حتى على مستوى الأسرة، إذ أصبح السرير الواحد يخصص لخمسة أطفال بقدرة قادر في منظر مأساوي لا يليق بأوضاع الأطفال المرضى ولا بأوضاع أسرهم ومرافقيهم الذين يضطرون لإحضار (الفرشات) لداخل العنابر التي تحولت إلى حالة لا يمكن وصفها.
أما على مستوى الأطباء فغالبيتهم أطباء امتياز ذوي خبرة محدودة، في ظل ندرة الاخصائيين فجلهم خروجوا من مظلة التأمين والتعامل مع المستشفيات الحكومية بحجة تأخير إستلام أجورهم، لذلك فضلوا العمل بالعيادات الخاصة التي لا يستطيع دفع رسوم الكشف والعلاج فيها إلا الميسورين من ذوي الحظوة، بينما على العامة من الفقراء التكدس في المستشفيات التي عجزت عن تقديم أي خدمات إنسانية قبل أن تقوم بمهامها وواجباتها المعنية في ظل نقص الكادر والمعدات والعلاج.
مررت بقسم الجراحة والتقطت هذه الصور المرفقة مما جعلني أقدم جل التقدير والإحترام الكبيرين للعاملين بهذا القسم من أطباء وممرضين، لأن ما يقدمونه يتجاوز واجبهم وطاقتهم في ظل ظرف صعب وبيئة قاسية ورائحة كريهة يصعب احتمالها، هذه الصور تؤكد غياب وعجز الجهات الرسمية المعنية التي يبدو أن الحال البائس للمستشفى لا يعنيها، كما لا تعنيها حياة أهلنا الغبش بل ولا حتى الطاقم الطبي والصحي العامل.
على أهل الولاية التحرك لإنقاذ أرواحهم ودفع حكومة الولاية لتحمل مسؤوليتها في تأهيل المستشفى وإعادة الإعتبار له بتوفير كادر طبي متكامل وتوفير المعينات والأدوية المطلوبة ومراعاة الأعداد الهائلة التي تفد للمستشفى من المحليات وأنحاء الولاية، ولا بأس من تنظيم جهد وإستنفار شعبي للمساهمة في هذا الواجب بأسرع ما يمكن، فحياة المواطنين وصحتهم فوق أي إعتبار.
وهنا لا بد لإعلام الولاية بدلا عن التطبيل للوالي مما جعل السيد الوالي آدم جماع مقدما لواحد من برامج فضائية كسلا التي لا يشاهد برامجها حتى العاملين فيها، عليهم العمل على حث الجهات الرسمية والشعبية لمعالجة كارثة المستشفى.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.