الماجدات يمرغن أنف السلطة وينتزعن الحرية بصمودهن وبسالتهن

الماجدات يمرغن أنف السلطة وينتزعن الحرية بصمودهن وبسالتهن

ظلت المرأة السودانية منذ تفجر انتفاضة (19 ديسمبر) الباسلة تلعب دوراً ريادياً متميزاً كتفاً بكتف مع الرجل في التخطيط والقيادة المباشرة للصفوف في التظاهرات والوقفات والاضرابات وكافة صنوف الفعل المقاوم..
لقد تأهلت المرأة السودانية لهذا الدور النضالي من خلال تاريخ مشرف، بدءاً من الدولة الكوشية ومروراً بكافة مراحل النضال الوطني في الثورة المهدية، وإبان الاستعمار البريطاني، وفي مواجهة الأنظمة الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم البلاد، مسجلةً أنصع الصفحات بطولةً واقتداراً، فلم تنحني لها هامة ولم تلن لها قناة.
وتجرعت المرأة السودانية في ظل النظام الديكتاتوري القائم والجاثم على صدر شعب السودان لنحو ثلاثين عاماً كل أصناف الإذلال والإهانة والانتقاص من الكرامة والتمييز، فمنذ بداية عهد التمكين تجرعت ويلات التشريد والفصل للصالح العام، وعانت المرأة جراء الحروب مرارات النزوح واللجوء في المعسكرات، وتعرضت لأقسى أشكال العنف الجسدي والاغتصاب والترمل، وبذلك واجهت معاناة ذات بعد إضافي ونوعي.
لقد واجهت المرأة إلى جانب الرجل في مسيرة الكفاح والمقاومة ضد النظام كافة أشكال الاعتقال التحفظي دون مسوغ قانوني، وواجهت كافة صنوف التعذيب الجسدي تارةً والنفسي تارةً أُخرى، وذلك بفقدان الأب والزوج والأخ، أو بالمواجهة الذاتية المباشرة معها، ومنذ تفجر انتفاضة ديسمبر واجهت أعداد كبيرة من المناضلات من القوى السياسية والتنظيمات الديمقراطية المدنية في حالة تعد الأولى من نوعها في تاريخ حركة النضال الوطني ضد كل الأنظمة حيث (تجاوزت المائة وخمسون) حالة اعتقال وما صاحبها من التعذيب والضرب والإهانة والتحرش اللفظي والجسدي في محاولة لكسر شوكتها وتحييد دورها الملحوظ، ولكن خابت كل ظنون النظام فقد قدمت المرأة السودانية المناضلة فواصلاً من الجسارة والصمود والبسالة في الفعل الثوري المباشر داخل زنازين الاعتقال، فقد استطاعت هزيمة النظام وفرق أمنه التي فشلت في النيل من صمودها..
وبعد صمود الماجدات الأُسطوري داخل المعتقلات، لم يجد النظام بُداً من إطلاق سراحهن كحق أصيل انتزعنه بصمودهن، وبالمواقف البطولية في كافة صفحات المواجهة مع نظام الفساد والقهر والذي تقاصرت أيام بقائه ولاحت تباشير الانتصار والظفر بإذن الله تعالى.
ـ التحية لكافة الماجدات اللواتي فتقن بصمودهن عهداً جديداً للحرية والتغيير لن يتوقف الا بانتصار ثورة الشعب وسقوط النظام..
ـ التحية لكنداكات الوطن الماجدات، وتحية خاصة لكنداكات البعث اللواتي كسرن بوعيهن وجسارتهن وصمودهن غطرسة السلطة وجهاز أمنها وجسدن معنى الارتباط المبدئي بأهداف البعث دون مساومة..
إن عهد الثورة للشهداء والمعتقلين والمعتقلات والجرحى لن يُستوفى إلا عبر تتويجه بالسقوط المدوي للنظام في القريب بإذن الله، وهزيمة كل البدائل الزائفة التي تحاول استنساخ وتهجين الإنقاذ ..
والنصر حليف جماهير شعبنا المناضلة ..