الطريق الدائري والظلم المتطاول

دروب الحقيقة

احمد مختارالبيت

———————————–

الطريق الدائري والظلم المتطاول
تنفيذ الطريق الدائري الذي يبدأ من أم روابة و يربط المنطقة الشرقية لجنوب كردفان  بمدنها الكبيرة العباسية ورشاد وتاندك وتجملا وابوجبيهة وكالوقي وتالودي والليري أو تالودي وكادقلي،ظل هذا الطريق ابرز دليل لخداع الحكومات لإنسان المنطقة،واكبر حجة لعنصرية وجهوية الحكومات التي تعاقبت علي السلطة في الخرطوم،فقد ظل  تمويل الطريق من منذ الثمانينات يحول الى جهات اخرى بلا أي سبب قبل أن تندلع الحرب في جنوب كردفان وجبال النوبة  وتصبح شماعة قصيرة لأخفاقات وعجز السلطة وخيباتها المتكررة،وانشاء الطريق هو بداية المشروع وليس نهاية الحلم كما يعتقد انصار الحكومة،الذين وركوا،(بتشديد الراء) قبل أن يركبوا،وادوا الحلة عياض والنقارة عصا،والطريق مازال ترابا مثلما خلقه الله.

أن المنطقة تحتاج لمشروعات اجتماعية واقتصادية وتنموية جدية لتلافي الاثار السالبة لقيام الطريق،لأن تشييد واكتمال الطريق حتى مدينة ابوجبيهة في المرحلة الاولي سيقضي على كل الانشطة الاجتماعية والاقتصادية في القرى القائمة الان على جانبي الطريق،ويعتمد اهلها البسطاء الطيبين على منتجاتهم المحلية البسيطة من الجباريك وثمار الاشجار  البرية.وصناعاتهم اليدوية من حبال وفنادق وغيرها،وبعملية حسابية بسيطة اذا تحرك البص السياحي مثلا من مدينة ابوجبيهة الساعة 6/30 او الساعة7/30 صباحا في طريق مسفلت لن يتوقف في اي منطقة قبل ام روابة بل حتى امروابة نفسها سيصلها قبل مواعيد الفطور بساعة لأنه سيقطع  المسافة البالغة191 كليو في ساعتين أو اقل من ذلك،ولذلك فأن دراسة تأثيرات الطريق السالبة ضرورة ملحة وموقف اخلاقي وانساني من هؤلاء الذين نزعم أننا نعمل لمصلحتهم.
فالنهوض بوعي انسان المنطقة والارتقاء بثقافته الاقتصادية والتسويقية والاجتماعية،ورفع قدراته بالتدريب المستمر هدف اهم من اكتمال الطريق قبل أن يبشرنا دكتور بابكر بأكتمال الطريق في ابريل من العام 2019 .
ويمكن ان تقدم الرعاية الاجتماعية واساتذة الجامعات الهياكل التي نصبت لافتاتها في اكثر من مدينة مشروعات لهذه الرؤية تستجيب للقلق المشروع لأبناء المنظقة الذين فقدوا الثقة في اي سلطة فوقية تبشرهم بمشروعات خيالية وشعارات دمرت الراسخ من قيم المنطقة ومواردها.

وجانب اخر أغفله المستعجلون للاستثمار في تخلفنا وأمراضنا واراضينا.وهو حاجة المنطقة الى طرق عرضية تربط وتحزم الولاية،بين المدن في المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية،حتى يشعر المواطن،بوحدة وجدانية وأنه في ولاية تضمه مع كل المواطنين الذين فيها،ويستطيع ان يتحرك بيسر لقضاء معاملاته متى اراد،وبذلك تذوب هواجس وشعارات ولاية شرقية وولاية غربية،ويتكامل اقتصاد المنطقة ويتداخل اهلها،وتتبدد العزلة التي رسم خططها ونفذها الاستعمار ولم نستطع لقصر نظرنا ان نتجاوزها حتى قادت الى الذي نعانيه الان من خراب ودمار وتفتيت وتمزق.
وفي خاتمة هذا المقال لابد من كلمة وهي أن  من حق اي من ابناء المنطقة او الولاية أن ينشيء من المنصات الاعلامية والمنابر الاهلية ما يمكنه من مراقبة كل صغيرة وكبيرة تحدث في اعمال الطريق وممارسات العاملين في الشركات والجهات الحكومية،ونقدها بما يخدم الجودة في العمل والشفافية في التنفيذ والبعد عن الكلفتة،ولا يعتقدن احد أن ذاكرة المواطن في المنطقة نسيت تجارب سابقة منذ اللجنة الشعبية،برئاسة المرحوم ادم ابراهيم الامام وماحدث له مع حبيب مختوم،ود.الفاتح وتجربته مع الطريق
وليس من حق اللجنة التي عينها الوالي أو د.علي ابراهيم ابو أو المهندس البيه مختار أو الاستاذ وقيع الله شطه الاعتراض على قيام  منبر اعلامي أو اهلي  بدعوى أن الوالي عين لجنة اسناد فمن حق الجميع  مراقبة الطريق ودعمه،واللجنة  التي عينها الوالي جهة حكومية ليس هناك ما يجبر احد للاعتراف بها وسنسألها ونحاسبها عن كل الاخفاقات السابقة التي حدثت في الطريق وعن الاموال التي جمعت من المساكين و البسطاءو الابرياء،وسنكون لجان رقابة أهلية وقانونية لكل جنيه يدفعه المواطن ولن نقبل ان تتقاضى اللجنة التي كونها الوالي اي اتعاب علي تحركاتها في الطريق أو دعمه.فقد عملنا متطوعين ونحن طلاب في المرحلة المتوسطة ولم نطالب بقرش على جهدنا،ونسأل الوالي كيف يستقيم منطقا وقانونا أن يكون اعضاء في المجلس التشريعي في جسم تنفيذي،من الذي يراقب اذن؟ اذا كان التشريعيون تفرغوا للعمل التنفيذي وفتح الحسابات المنفصلة في البنوك والميزانية الموازية لعمل الطريق،وكيف كونت هذه اللجنة وهل الذين عينوا فيها هم الاعرف بجغرافية المنطقة واهلها.ومصالحهم واين المختصون والخبراء من ابناء المنطقة،ولماذا لم تجيب اللجنة عن التقارير التي أشارت الى ان هناك معادن نفيسة رصفت في بعض المواقع،و وهل قالت الهيئة العامة للجيولوجيا رأيهاوهل من حق انصار النظام احتكار أي عمل ،ولماذا لا يهتمون بحياة المواطن وحقوقه وكل همهم ذواتهم…….