الشعب أقوى والردة مستحيله

الشعب. أقوي والردة مستحيلة

بقلم. البخيت النعيم

الشعب أقوى والردة مستحيلة، مقولة مأثورة قالها المفكر القومي المرحوم الأستاذ المحامي بدرالدين مدثر، بعد انتصار شعبنا على نظام مايو عبر انتفاضة شعبية في مارس-ابريل١٩٨٥. وما اشبه الليلة بالبارحة ،فالرهان على الشعب وقوة ارادته هي السبيل الوحيد للأنتصار على القهر والظلم والأستبداد.
وقد قالها ايضا شاعر الأمة ابوالقاسم الشابي
اذا الشعب يوما اراد الحياة
لا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر

من المؤكد ان طريق الثورة قد مضى بلا رجعة،ومهما مارست قوى الردة اساليب التخزيل والتنكيل والقتل والترهيب والترغيب ومارست التكتيك المؤقت بتوفير بعض الحاجات المطلبية لمزيد من التضليل والكذب حتى يعيد نظام الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة انفاسه لكسب الوقت وتطاول المنازلة بينه وبين شعبنا البطل. أقول قد سبق السيف العزل وقد انتهى زمن الخديعة المرة التي قالها شيخهم عراب انقلاب الأنقاذ المرحوم الدكتور الترابي الذي قال في يوم ردة ٣٠/يونيو/١٩٨٩ لرأس النظام (عمر البشير)(اذهب للقصر رئيسا وسوف اذهب للسجن حبيسا) لزوم التمويه والمكر ،حقا لا يحيق المكر السئ الا بأهله ، فقد جنوا على نفسهم من خلال تجربتهم المرة والتي كشفت مدى خطورة دعاة الأسلام السياسي على الشعوب فقد انكشف زيفهم والاعيبهم المغطاة بغطاء الدين ، والدين الأسلامي الحنيف برئ منهم، فجوهر وروح الدين الأسلامي هو العدالة والمساواة والمعاملة وقول الحق ومحاربة الفساد المالي والأداري .وقد أعترف المفكر الأسلامي المشهور الدكتور خالد التجاني ان التجربة السودانية للأسلام السياسي تعيش ازمة فكرية ومنهجية عندما قال(ان ازمة الحركة الاسلامية الحقيقية والتي ينبغي الاعتراف بها هي ازمة فكرية ومنهجية ترتب عليها ممارسة ذراعية وميكافيلية للسياسة تحت لافتة شعارات اسلامية براقة دون التقيد بما يملية الواذع الديني او الأخلاقي؟؟؟؟

*مقاربات بين جدلية الحق والعدل*

لما كان العدل اسم من اسماء الله الحسنى قال(ص) ان الله جعل الحق على لسان سيدنا عمر وقلبة.فأذا ذكر العدل ذكر سيدنا عمربن الخطاب الذي قام عدله على تقوى الله ولهذا كان يعدل حتى على اهل بيته ، فأذا نهى الناس عن شئ نهى اهل بيته قبلهم وحذرهم من مضاعفة العقوبة ان اخطأوا ومن امثله عدالته انه اقتص من ابن عمرو بن العاص الذي كان والده واليا لمصر حيث ضرب ابنه مصريا بالسوط وهو يقول انا ابن الأكرمين لأن المصري سبقه في سباق الخيل فأشتكى المصري لأمير المؤمنين فأمر سيدنا عمر بأحضار عمرو بن العاص وابنة فلما اتيا الية أمر امير المؤمنين المصري وأعطاه سوطا وهو يقول له اضرب ابن الأكرمين فضربه حتى اخذ حقه . ومن عدالة سيدنا عمربن الخطاب اهتمامه بالرعية وتعليق الحدود في عام الرمادة وانشاء ديوان العطاء وقد كان دائم الرقابة لله في نفسه ورعيته وهو يشعر بالمسئولية وعظمتها حتى تجاه الحيوانات العجماء ،وهو القائل (والله ان بقلة عثرت في شط الفرات لكنت مسئولا عنها امام الله لماذا لم اعبد لها الطريق) ومن عدالته ايضا انه اذا بعث واليا احصى ماله قبل توليته حتى يحاسبه اذا ما استعفاه او عزله . وهذا ما نسميه اليوم في زمن نظام الأنقاذ الخشبي زورا بأبراء الذمة حيث يولى او يستوزر الشخص وهو معدم تماما ثم يخرج ثريا ثراءا فاحشا فمن اين لكم هذا يا كيزان ؟؟؟؟
اما سيدنا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه فقد تميزت خلافته بالعدل والمساواة ورد المظالم التي كتبها اسلافة من بني امية وعزل جميع الولاة الظالمين ومعاقبتهم، كما أعاد العمل بالشورى بعد ان كانت ملكا عضوضا ولكل هذا اعتبره كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين ، لأن كانت خلافته لله ، لا للسلطة ولا للجاه.

من الأقوال المأثورةللعلماء والمفكرين عن العدل

قال سيدنا علي بن طالب (يوم العدل على الظالم اشد من يوم الجور على المظلوم).
وقال المفكر بن رشد (من العدل ان يأتي الرجل من الحجج لخصمه مثل ما يأتي به لنفسه )
وقال الشهيد صدام حسين (العدالة تاج المناضل)
وقال المفكر الفرنسي بليس باسكال العدالة دون قوة عاجزة ،والقوة دون عدالة طاغية .
وقال المفكر الفرنسي كلابييه لن تكون عادلا مالم تكن انسانا .
وقال المفكر بن خلدون (العدل اساس الملك)
ويقول المثل العربي عدلا قائم خير من عطاء دائم .

*المعركة الحاسمة والمنتصرة*

ان المعركة الحاسمة بين جماهير شعبنا وكل فئاته الاجتماعية والمهنية والسياسية والفكرية والاقتصادية والثقافية وبين نظام الأنقاذ الدكتاتوري قد وصلت لمرحلة فرز واضح جاء نتيجة لممارسات نظام ارتكب اخطاء استراتيجية على شعبنا بدد موارد البلاد وخيراتها ورهنها للبنك والصندوق الدوليين وسخر كل امكانياتها لفئة محدودة وهي الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة التي حكمت البلاد ثلاثة عقود تم خلالها تدمير ممنهج لكل القطاعات الأنتاجية الزراعية والصناعية والخدمية خاصة التعليم والصحة ، كما ارتكب النظام خطاءا استراتجيا بموافقتة على اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥م وبروتكولاتها المفخخة حيث كانت تداعيات الأتفاقية تمثلت في فصل الجنوب واستدعاء عشرات الالاف من اصحاب القبعات الزرقاء للخرطوم ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وابيي وغيرها كما هددت الأتفاقية الوحدة الوطنية واحدثت شروخ في استقرار النسيج الأجتماعي، كما حول نظام الأنقاذ السودان الي دويلات القبائل وتصاعدت في عهده ظاهرة النزاعات القبلية والعنصرية البغيضة، ودخلت البلاد في ازمة اقتصادية خطيرة وأرتفعت نسبة الفقر والفساد المالي والأداري ، كل ذلك اوصل البلاد الي ازمة وطنية شاملة مما جعل شعبنا يقود انتفاضته وثورته حيث عانق الشوارع والميادين وواجه أله النظام
القمعية واجه الرصاص الحي بالصدور العارية ، خرجت كل فئات المجتمع بما فيها الكنداكات والماجدات ، وفي ظاهرة غريبة على شعبنا اعتقل النظام مئات النساء اضافة لقتل العشرات وأعتقال الالاف.
ورغم مرور قرابة الشهرين من بداية أنتفاضة ديسمبر/٢٠١٨ والتي لا زالت مستمرة ظل النظام عاجزا وليس في الأفق حلا له الا الحل الأمني لذلك على النظام ان يستجيب لأرادة شعبنا بتسليم السلطة للشعب وقواه الحية التي تتمثل في القوى السياسية المدنية وتجمع المهنيين الذي خرج من رحم المعاناة وهو قوى نوعية رافعة للتقدم والنهوض، تعمل من أجل وضع البلاد في الطريق الصحيح بعد ان عجزت كثير من القوى الفكرية والسياسية المتعاقبة في الحكم في كسر الحلقة الشريرة وقطع الطريق أمام قوى الردة .
واقول جردا لحساب الثورة التي انطلقت شرارتها من الدمازين وعطبرة والقضارف والبراري ثم عمت كافه مدن السودان وهي تسير وتتمدد بأيقاع تصاعدي ملحوظ شمل كل فئات المجتمع السوداني ،مما يؤكد استمرارية الثورة وحتمية انتصارها .