الشارع يعلن حالة الطوارئ

د. حاتم بابكر

لأننا أعلنا حالة الطوارئ في الشارع.. ضد نظام السفاح والكهنة والكهنوت.. وآكلي السحت، وقاتلي البني آدميين، والكذابين، والمنافقين والدجالين.. تجار الدين.

شوف.. بنقدر نوصفك بدون نطلع من الأدب.. وونبزك نبز فاحش.. أو نطلق عليكم توصيفات كما أطلقتموها علينا.. من قبل.. وآخرها مندسين ومخربين وتابعين لي وين؟

وصفرية!

ممكن نجيب أوصافك من القرآن الكريم.. ذاتو.. بس الموضوع ما بيحتاج.. الموضوع بسيط.. نظام البشير قوة فاسدة.. ونظام البشير قوة ساقطة..

وأي سقوط بيبدأ بي إعلان حالة الطوارئ..

المهم الآن.. ومن جديد يختبئ المؤتمر الوطني اللاوطني، والحركة المتأسلمة اللإسلامية، ومن شايعهم من (جماعات.. البلد دي كن خليناها بيحكموها العلمانيين).. ديل كلهم وبعد ما حكموا 30 سنة.. اتدسوا تاني ورا الدبابة.. بعد ما اتدسوا في 89 يوم 30 يونيو المشؤوم.. وورا الجيش.. وعاوزين يلتفوا على الثورة بمسلسل (إذهب إلى القصر) جديد.. ويعودوا من جديد لابسين ثوب الإقصاء.. بعد ما يوفروا مخرج آمن لرأس النظام، وجوغته الخاصة، المطلوبين عدلياً.. و(جنائياً) ويلبسوا ثياب الحملان ويقول ليك الغول حاول ياكلنا.. بشة الغول عمل لينا.. وسوا لينا.. وأقصانا!! لا بالله… عليكم..

إدمان الكذب.. حسب الحديث النبوي الشريف.. بيخليك تُكتب كذاب طوالي.. هناك.. عند عزيز مقتدر..

نرجع..

وهم أقصوا الشعب 30 سنة..

بينما حتى الإصلاحيين والمؤتمر الشعبي.. لم يواجهوا الإقصاء التام، فبعضهم من حكم عبر حكومة الوفاق.. ومنهم من ينتظر.. وبرضو حانفين وشهم اليومين دي.. بي مكنة أقصونا والله.. لا بالله!

ما موضوعنا الآن..

طبعاً.. المركب غرقانة.. غرقانة.. ودا مصير محتوم..

يبقى المخرج كيف؟

اليومين الفاتت.. كل واحد كان بيفكر.. كل جماعة وكوم.. كانوا بيفكروا.. أها وبعد ما نسقط.. نغرق؟؟! ومن هنا بدأ تفكيرهم.. بالفبركات.. وفعلهم وأعمالهم أثناء السقوط.. التي لا تقل فظاعة وفداحة عن فعلهم قبل السقوط.. وبعد السقوط.. لازم نتأكد من صوت السقطة..

زمان عملوها لينا في مارس أبريل.. اتدردقوا كدا شوية.. قالوا سقطنا مع السفاح نميري.. (السموهو أمير المؤمنين) وقاموا اتنفضوا ووقفوا صف من جديد.. وقالوا أنحنا معاكم ما مع السفاح.. أنحنا ما دفرناهو معاكم لمن سقط.. وأنحنا ما آثار مايو ولا حاجة.. وأبعدوا عننا مكنسة اليسار.. وأنحنا بنعمل انقلاب.. ونقول في (مسلسلنا) استبقنا انقلاب اليسار، لولانا لحكم اليساريون السودان! ولولا ديننا (لطلع) اليسار دين السودان.. واستباح كل شيء.. حتى قتل المتظاهرين العزل.. وبيع كل شيء حتى الموانيء.. فنحن خلقنا لنحكم بلا دين.. باسم الدين.. في بلد اسمه السودان!

نرجع..

حالة الطوارئ المعلنة من الشعب تعني مزيد من النضال.. من تكريب الشغل وتجويده، تربيط اللجان.. لأنو الراجينا كتير.. (اسقاط.. تفكيك.. وتركيب..)

بينما النظام ما عندو حاجات كتيرة.. عندو سقوط بس..

لذا فحالة الطوارئ المعلنة من قبل النظام.. تعني مزيد من العنف.. وربما دخول (مسلسل عنف داخل النظام) الحلقة السابعة، الجزء 4، حاسبين من 89 أنحنا.. يعني ناس من داخل النظام.. ما عجبتهم (الهوبة) بتاعة البشير، وجوغته، العملوها في حدايق القصر الجمهوري (حقنا) يوم الجمعة الفات، بالليل.. ناس زي ديل.. يقولوا البلد حقتنا.. متنا وحيينا فيها، و(المغانم) ليست له وحده، عمرُ!

عشان كدا نقاتل عشان نجيب حقنا، ديل الظالمين، بالظالمين!

ومسلسل تاني برضو.. كواليسه اتضربت، والسيناريو بقى ضارب، وهو دخول قوى مدنية، كمحلل، زي بتاع الطلاق داك، بين المرأة وزوجها، دخول القوى المدنية من خلال واجهة الثورة.. يعني ببساطة يسوقوا الثوار.. بعد ما اقنعوا الشارع والثوار.. إنهم في صف الانتفاضة.. يسوقوا الناس لحدي (حوش) النظام.. وتتكون حكومة (ثورية) تحت رئاسة السفاح.. (يدينو ما غسلهم من دم الشهداء).. وجماعته زي ما هم قاعدين في كراسيهم.. فرحين بتحليل، وتحلل الإنقاذ.. ويبدا (ركب) الشعب السوداني من أول وجديد..

والأيام بيناتنا ستكشف هذه المسلسلات.. تباعاً..

فلا تنخدعوا أيها الثوار.. أيتها الثائرات.. مسلسلنا واحد ومعروف ومحفوظ..

شعارنا..

الشارع بس.. تسقط بس وللآخر تسقط.. لحدي ما نسمع صوت سقوطك المدوي.. ونفكفك صواميل نظامك.. الفاسد.. والمستبد.. وما بشبه ولادة الحلال.. ونسمع صوت الصواميل وهي بتسقط.. ولا كيف؟

إنتو عاوزين تقتعونا بالتفكيك بدون ما نسمع صوت التفكيك.. لا أبداً معليش.. أنحنا في الشارع