البعث والديمقراطية

البعث والديمقراطية

الديمقراطية التي ناضل الشعب من أجلها وقدم التضحيات الغالية، هي ليست مجرد كلمات، ولكنها مضمون واضح مجسد في أسس وأركان وشروط وجوهر، فأساسها هو الحريات العامة، حرية التنظيم والتعبير والاعتقاد والرأي ولو كان معارضاً، وركنها الأساس هو المساواة بين المواطنين، المساواة بينهم في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب العقيدة أو الدين، أو الرأي، أو العنصر، أو الإقليم، أو الانتماء الطبقي.
والديمقراطية التي ناضل من أجلها الشعب، من شروطها حكم ممثلي الأغلبية، وتمكينهم من أن يحكموا باسم الأغلبية، ومن شروطها احترام حقوق ورأي الأقلية، ومن شروطها أيضا نبذ العنف من العمل السياسي، سواء كان من المواطنين أو عنفا باسم الدولة، نبذ العنف من العمل السياسي، والالتزام بالحوار، والصراع السياسي بوسائل ديمقراطية وسلمية.
أما جوهرها وغايتها فهو الالتزام بمصالح الشعب الحياتية، وبمصالح الجماهير، ورفع المعاناة عن كاهلها، فلا ديمقراطية بدون انجاز لمصلحة الجماهير، فالجماهير ومصلحتها هي الغاية من كل نظام حكم، وهي من باب أولى غاية الديمقراطية.

بدر الدين مدثر
25 أبريل 1987م