أزمة التعليم جزء من الأزمة الوطنية الشاملة

أزمة التعليم جزء من الأزمة الوطنية الشاملة

اكملت طغمة انقلاب 25 أكتوبر_21 نوفمبر صفحة الردة في التعليم أمس الخميس، بإقالة 40 من الإدارات التعليمية، وقبل ذلك أعفت 13 من مدراء الإدارات العليا بوزارة التربية والتعليم من مناصبهم، بدعوى وقوفهم مع إضراب المعلمين ومطالبهم المشروعة، وتصوير الأضراب وكأنه جريمة، في الوقت الذى تعمل فيه السلطة الانقلابية لإعادة الفلول، ومن والاهم، إلى مؤسسات الخدمة ومواقعها القيادية. فيما وصلت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، مرحلة تنذر بكارثة اجتماعية واقتصادية محدقة، وتوقف دولاب العمل في مؤسسات الدولة والمؤسسات الإنتاجية، والأسوق المحلية، وامتناع الشركات الكبرى عن بيع منتجاتها بسبب انفلات الأسعار، فيما تهدد المجاعة أكثر من 14.3 مليون مواطن، حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمى، والعديد من المنظمات الأخرى، نتيجة الفقر والبطالة وانعدام الأمن وفرص العمل، وعجز المواطن عن تلبية ضروريات الأسرة اليومية وارتفاع نسب التضخم إلى أرقام قياسية، وانهيار العملة الوطنية، التي أصبحت مجرد ورق بلا قيمة.

إن المعلمين لن يكونوا الحائط القصير الذي تمرر عبره قوى النظام البائد مخطط الردة على ثورة ديسمبر وأهدافها في الحرية والسلام والعدالة، ودولة القانون، والأجر المجزي والتعليم المجاني لكل سوداني، ولن يعمل المعلمون بنظام السخرة، ليرضي الانقلابيون المتآمرون غرورهم، واشباع شهوة السلطة والتسلط في نفوسهم.

 فمعركة المعلمين اليوم، هى معركة الكرامة والتنمية والمستقبل، ومطالبهم مشروعة ومعروفة لكل الشعب السوداني في قطاعاته المختلفة، رغم أن تلك المطالب نفسها المتمثلة في تعديل هيكل المرتبات والأجور، التي قاد التباطؤ في الاستجابة لها المعلمين للإضراب المجدول، لم يعد لها معنى، بعد انفجار الأوضاع الاقتصادية وانفلات الأسعار في السوق الذي أحال حياة السودانيين محدودي الدخل، وصغار المنتجين إلى جحيم لا يطاق، ولم يتبق أمام الجميع، ومنهم المعلمين، إلا طريق تصعيد مقاومة هذه الأوضاع المزرية بكل عزم، لهزيمة أهداف الانقلاب، وأطرافه المتعددة، باسقاطه والانتصار للوطن وقضيته، ووحدة شعبه وترابه، واستقراره، ومعالجة مشكلات التعليم والمعلمين، ضمن معالجة الأزمة الوطنية الشاملة، وفي مقدمتها مشكلة التعليم.

 

المجد والخلود لشهداء انتفاضة ديسمبر الثورية، والفخر للثوار والثائرات وهم يشيدون لشعبهم سلماً للمجد، وطريقاً الخلاص.

التحية والتقدير للمعلمين والمعلمات وهم يرسمون الأمل لفجر جديد بوحدتهم وتمسكهم بحقوقهم وواجباتهم.

 

كلمة الهدف

2022/3/25