مع دكتور ألياس فرح بعد خمس سنوات

مع د. الياس فرح بعد خمس سنوات

مهندس: عادل خلف الله

يصادف اليوم مرور خمس سنوات على رحيل المناضل والمفكر القومي التقدمي د. الياس فرح، عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.الذي جسد أنموذجا رائعاً للوفاء، وبمحبة، للعروبة والإسلام، للأمة والإنسانية، للبعث وبأن (يكون قومياً أو لا يكون مطلقاً)، ولانسجام السلوك مع المبادئ، والفكر مع الممارسة، والأصالة مع المعاصرة، والأثراء والتجديد مع نقطة البداية، وبالتأكيد العملي على أن الفكر (قوة لا تقدر بثمن) بالقراءة والإضافة (المنهجية في سبيل البعث)، وكيف يكون المثقف مناضلاً، حينما (يربط مصيرة وحياته بمصير وحياة أمته)…
رحل إلى مولاه، في ديسمبر 2013 وسيبقى خالدا بالرصيد المبدئي والأخلاقي، النضالي والمعرفي ، الذي ملأ به رفوفاً من المكتبة الوطنية والقومية والإنسانية، بهدوءه الساحر، وعمق واتساع وتنوع منتوجه الفكري والمعرفي، وبمنهج علمي ثوري، جدلي تقدمي، قومي حضاري. بالافصاح عن وضع القضية العربية ككل لا يتجزأ، وعن إنسانية القومية وتقدميتها، وبالنهوض القومي على ركائز ثورية الوحدة وشعبيتها، ورجحانها المعنوي على الحرية و الاشتراكية، بتوفيرها الأساس المادي لبنائها. مع التأكيد على الترابط العضوي لثالوثها، الذي يلخص أهداف النضال القومي التحرري في هذة المرحلة النضالية، بإستقلالية مدافعة عن خصائص الأمم والشعوب وحقها في شق طريقها المستقل، للتعبير عن حاضرها وتقرير مصيرها، بعيدا عن الهيمنة والتبعية والتقليد، ومصادرة الحق في التعبير عن الشخصية النضالية الحضارية للأمة العربية، وفي سياق النضال الإنساني .
حينما تصنمت التطبيقات الشيوعية للاشتراكية، ودخلت مرحلة الشيخوخة، وقبل أن تتهاوي في السقوط كان يبث الثقة والأمل في(مستقبل الاشتراكية) بحسبان أن الرأسمالية، الشق الآخر لتعميمات الغرب، لم تكن في أحسن أحوالها .
لقد افصحت مساهمات المفكر المناضل د.اليأس فرح، أن المعاناة والآلام التي ولدت فكر البعث زادتها المعارك ومتطلبات التطور والنمو، أصالة واقتدار، في التعبير عن حقيقة الأمة، وتحديات العصر وقضايا الإنسان، المرأة، الشباب، الطلاب، وحقوق الإنسان، واستحالة التزييف.
معبدا الطريق (للجيل الجديد) الذي تزيده الآلام والتحديات تفاؤلا وتشبثا بمبادئ الثورة العربية وحزبها العظيم والرسالة الخالدة وهم يتلون (من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.