ما يزال والي الذهب القذر يكذب ويتحرى الكذب

ما يزال والي الذهب القذر يكذب ويتحرى الكذب
بقلم الدكتورصديق تاور كافي
قبل عامين هرب الوالي آدم أبكر من مواطني محلية الليري في جنوب كردفان بالبوابة الخلفية لمبنى المحلية على ظهر دراجة نارية ( موتر )، والناس يطردونه ويطاردونه باللعنات قبل أن ينجو بنفسه على سلم الطائرة الهليكوبتر. السبب في ذلك هو محاولة والي الذهب القذر أن يفرض على أهل تلك المنطقة إحدى الشركات للعمل بقوة السلطة والأمن، في حين أن الشركات المقصودة كانت قد نصبت أدواتها وآالياتها وموقع عملها بالقرب من الأحياء السكنية (على بعد 600 متر من أقرب منزل)، ولم تحرص على أي إجراء متعلق بسلامة البيئة، في منطقة يعتمد سكانها بنسبة 100% على الطبيعة في حياتهم من زراعة وبساتين وغابات ورعي، ولم تكلف نفسها بالحصول على شهادة الأثر البيئي من المجلس الأعلى للبيئة والموارد الغابية.
حاول الوالي إعادة اللعبة مع مناطق أخرى، في تلودي وكلوقي وواجهت الشركات التي أتى بها لتدمير البيئة وفتنة الناس، نفس المصير من المجتمع المحلي هناك.
نفس الشركة التي رفضها مواطني الليري، نقلت موقع عملها إلى منطقة الشعير إحدى ضواحي مدينة كادوقلي، وبذات طريقة العمل التي إحتج عليها أهالي الليري، مما إضطر الأستاذ يحي آدم عثمان مفوض التعدين حينها بالولاية، إلى إصدار قراره بوقف هذه الشركة عن العمل ومعها شركة أخرى (صينية) لحين ترتيب إجراءاتها وفق ما يراعي مصالح الناس هناك.
وبدلاً من دعم موقف المفوض قام آدم أبكر بفصله بعد شهر واحد من تعيينه، فقط لأنه تقاطع مع مصالح الوالي وسياسته في فرض هذا النوع من النشاط. ولم يسلم وزير الصحة الولائي حينها من الإقالة أيضا (رمضان شاويش) لأن إفادته كوزير صحة كانت في غير صالح هذه الشركة.
وحتى يفرض هذا الوالي سياسة الأمر الواقع، أحاط الشركة بترسانة عسكرية لمنع أي شخص من الإقتراب والتصوير.
وقد تم نقل (الكرتة) المعروفة بتلوثها وسميتها العالية من مناطق أخرى، ومعالجتها في هذا الموقع إستهتارا بصحة المواطنين وحياتهم. وذلك بعد أن فشل في فرض هذه السموم على تلك المناطق.
الأسبوع الماضي عاود هذا الوالي نفس المسلسل القاتل وبنفس الأكاذيب التي تعود إستهلاكها في كل مرة، حيث قال في حفل تدشين الإنتاج لشركة (تواصل) إن مسيرة الإنتاج قد إنطلقت.. (تاني ما بنقبل بعطية مزيّن) خاصة في ظل الإنتاج الكبير..، والترويج لإستخدام مواد صديقة للبيئة مصرح من وزارة المعادن.. إلخ ذلك من خطرفات وأباطيل..
أولا الشركة المعنية ذات تاريخ سيء في ولاية جنوب كردفان، وهي لا تحترم طبيعة المنطقة وبيئتها ولا إنسانها، وإلا لما إختارت المواقع التي إختارتها للعمل خاصة إذا علمنا أن محلية الريف الشرقي المقصودة هي منطقة زراعة ورعي كثيفين، والموقع لا يبعد إلا بضع كيلومترات من السكن، ومجرى الماء، وفي إتجاه الرياح، وكل شئ فيه مخالف.
أما عطية المزين التي قال هذا الوالي الكذوب إنه لن يقبل بها، فيكفي أن نسبة مساهمة التعدين في أخر ميزانية للولاية لم تتجاوز ال 8%ض فقط (ثمانية بالمئة).
وقصة المواد صديقة للبيئة هي كذبة يرددها هذا الوالي حتي صدقها.. فوزارة المعادن لم تعتمد غير مادة سيانيد الصوديوم السامة القاتلة، وليس لها أي مادة معتمدة صديقة للبيئة.. ويكفي ما أصاب أهالي محليتي التضامن وأبو جبيهة من أمراض ومصائب، جراء هذا النشاط المدمر للبيئة.
الواضح أن العدو الأول لإنسان جنوب كردفان، وحيوانها، وطبيعتها، هو هذا المدعو عيسي آدم أبكر بما يقوم به من نشاط، يعلم هو قبل غيره مدى تدميره وضرره، ولكنه يصر على أن يفرضه على المجتمع بشتى الأساليب.. مرة بالخداع والأكاذيب، وأخرى بفتنة المجتمعات البسيطة وشغلها بالصراعات، ومرة بآلة السلطة والأمن وهكذا. وسوف يظل هو جزءاً أساسياً من المسؤولية عن هذا الضرر الذي يمشي بين الناس، كأنه لم يقنع بإهمال الحكومة وفشلها وفرضها لواقع الحرب هناك.

1 Comment

  1. السَلٱمٌ عـَلـْيگمّ-ۈرحـْمّـٌة ٱلله
    ارجو التكرم بمدي بطريقة تواصل مع العلامه صديق تاور لحاجه ملحه

Leave a Reply

Your email address will not be published.