لا لمصالحة تجار الدين والمساومة بتطلعات الشعب وتضحياته

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان

* لا لمصالحة تجار الدين والمساومة بتطلعات الشعب وتضحياته

* لا مخرج إلا بإسقاط النظام وتصفية ركائز التمكين والتبعية

تحي قيادة قطر السودان، جماهير الشعب السوداني المناضلة، في ذكرى مولد خاتم النبيين والمرسلين، وهي تعيش ظروفاً سياسية، واقتصادية، واجتماعية، في غاية التعقيد، جراء سلطة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة، التي أدت إلى إفقار الشعب والوطن، ويتزامن صدور هذا البيان مع ذكرى نكسة تسليم أول حكومة وطنية منتخبة في السودان إلى قيادة الجيش في 17 نوفمبر 1958، بعد أن فشلت حكومة الائتلاف اليميني الطائفي في إدارة شؤون الحكم التعددي، مخلفة أول تجربة ديكتاتورية في تاريخ السودان الحديث.
والتي خلفت آثارها السالبة على مسيرة التطور الوطني الديمقراطي في البلاد إلى الآن. فقد كشفت، عملية التسليم والتسلم، هشاشة إيمان زعامات القوى التقليدية بالتعددية والديمقراطية، وعجزها عن تحقيق مهام ما بعد الاستقلال السياسي، سيما فيما يتصل بتوطين الديمقراطية، وربطها بتطلعات الفقراء والكادحين والمنتجين، مؤكدة في ذات الوقت، كونها (ترياقاً) لمسيرة التطور الوطني، كما خطط لها المستعمر البريطاني، مما حدا بها إلى اللجؤ إلى تسليم السلطة لشقها العسكري داخل الجيش في كل المرات، لاستمرار ارتباط اقتصاديات البلاد بالقوى الاستعمارية، كما جرى في مايو 1969، ومؤخراً في يونيو 1989.
لقد أسهم انقلاب 1989في تمزيق وحدة البلاد والتفريط في استقلاليتها وسيادتها الوطنية، وحقوق الشعب، ورهن مقدرات البلاد لقوى النهب الرأسمالي الطفيلي التي ظلت، حفاظاً على مكاسبها وحلفائها المحليين، تطرح البدائل الزائفة بالتوافق مع النظام الديكتاتوري، وكلما عصفت به الأزمات، لمصالحة تستوعب فيها بعض أو كل القوى غير المتناقضة معه جذرياً، كالتي يجري الإعداد لها حالياً، باسم الهبوط الناعم، أو الانتخابات، في الوقت الذي يوشك فيه النظام على الانهيار، بعد أن سقط في نظر الشعب.

يا جماهير شعبنا المناضلة:

إن معركة إسقاط النظام، والتي لا تقل ضراوة عن معركة تصفية مرتكزات الاستبداد والتمكين، تتطلب وأكثر من أي وقت مضى، من القوى الحية، السياسية والاجتماعية، الجماهيرية والشبابية، تعزيز فرز الصفوف واصطفافها في إطارات قوى البديل الوطني التقدمي وسط الشعب، من القوى الوطنية، التي لا ترى مدخلاً لتجاوز الأزمة الوطنية الشاملة، إلا بإسقاط النظام ونهج التبعية، والارتهان للقوى الاستعمارية، بالرهان أولاً وأخيراً على الإرادة الوطنية، والثقة المطلقة في الجماهير، ببذل الجهد الحثيث لاستكمال الشروط الذاتية للانتفاضة الشاملة، التي وفر نهج النظام وإفلاسه، ومعاداته لمصالح غالب الشعب، كافة شروطها الموضوعية.
إن استشراء الفساد، والتصاعد اليومي في أسعار السلع وتدهور الخدمات، والتراجع اليومي للقوى الشرائية للجنيه، وعدم ثبات سعر صرفه، وتآكل الأجور والمرتبات، والتضييق على الحريات العامة، وفقدان القضاء لاستقلاليته وحيدته، إضافة للجهود المتسارعة من القوى الاستعمارية وأدواتها الإقليمية، لتحقيق الهبوط الناعم، إلا عناوين تأكيدية للتكامل بين مهمة إسقاط النظام وتصفية ركائزه من جهة، واصطفاف ووحدة قوى البديل الوطني التقدمي من جهة أخرى.

استلهاماً للدروس التاريخية، واستشعاراً لمعاناة شعبنا الطويلة من جراء تداعيات سلطة الرأسمالية المتأسلمة، يدعو حزبنا كافة جماهير شعبنا وقواه الحية للعمل على توحيد قدراتها وطاقاتها من أجل النهوض بالعمل الشعبي المناهض لسياسات النظام ونهجه، جنباً إلى جنب مع تعرية ومناهضة كافة البدائل الزائفة الساعية إلى إطالة أمد النظام الفاسد.

* المجد والخلود لجماهير شعبنا المناضلة.
* التحية والاجلال لشهداء النضال الوطني.
* لا للمصالحة والاستبداد والفساد.

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
نوفمبر 2018م

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.