كلمة نائب أمين السر “الأستاذ عثمان ابوراس” بمناسبة تدشين موقع الهدف الإلكتروني
بسم الله الرحمن الرحيم
مع إطلالة فجر الخميس 21 فبراير، تطل علينا الهدف “لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي”.. حزب الثورة العربية.. لتنطلق من موقعها، بالتزامن مع ملحمة الرحيل التي ستشهد فيها كل مدن سوداننا الحبيب، وأينما تواجد أبناؤه خارجه.. الملايين وهم يرتقون بإنتفاضتهم الممتدة لأكثر من شهرين، منذ بداية إنطلاقتها من مدينة الدمازين في الثالث عشر من ديسمبر لاستشراف ذراها، بإعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني، الذي سيضع خاتمة السوء لنظام مستبد فاسد دجال، أراق دماءنا أنهاراً، وأزهق أرواح عشرات الألوف، وشرد الملايين، ونهب مواردنا ولطخ تاريخنا طوال سنينه الثلاثين العجاف السود..
يأتي تزامن ميلاد الموقع مع يوم الرحيل في سفر إنتفاضة الحسم.. بداية لمرحلة ما بعده، بإحكام صمام أمان انتصار الانتفاضة، بوحدة قواها الأصيلة، وحمايتها من خفافيش الظلام، سدنة النظام واحتياطيه، ممن اعتادوا على التسلل لصفوف الثوار عبر بوابات الصفقات والمحاصصات المشبوهة المبرمة بإملاءات خارجية، أو أينما وفر لهم الغافلون أو امتداداتهم فرصة لخلط الخنادق، ظلوا حريصين عليها أينما لاحت بشائر الانفجار، وتصدع بنيان النظام الذي التصقوا به وانخرطوا في مؤسساته، بالأصالة أحيانا، وبالوكالة أحيانا أخرى، ليعيدوا بذلك انتاجه بسرابيل تقيه من اجتثاثه من جذوره.. وكأن أولئك الغافلون لم يتعلموا من دروس التاريخ أو يتعظوا من تجاربه بعظة.. وهنا يأتي دور (الهدف) لتجدد ما أطلعت به من مهام عشية تسلط المجلس العسكري الانتقالي على انتفاضة مارس أبريل 85.. ووفق التحديات التي طرحتها انتفاصة ديسمبر.. ويأتي في طليعتها استكمال مسارها لتتحول لثورة يتحقق بها ما كان ينبغي أن تقوم به أنظمة ما بعد الاستقلال، من مهام وما ترتب علي التلكؤ في انجازها من افرازات مضافة.. ولعل أهم عناوين هذا البرنامج الواقع عبء انجازه على شباب الانتفاضة واحزابها وطلائعها هو.. ألا عودة لأوضاع ما قبل الثلاثين من يونيو 89.. وألا عفا الله عما سلف.. وأن وحدة السودان ضمان مستقبله.. وأنه وطن يسع الجميع، لا فرق بين أبنائه المتساوون رجالا ونساء في الحقوق والواجبات، وأمام القانون.. وإن العدالة وازالة المظالم واسترداد الحقوق هي ركائز السلام الدائم.. والتنمية المستدامة المستقلة والشاملة والمتوازنة جهويا واجتماعيا، وأن سلام السودان في سلام جيرانه وسيادته على قراره، في احترامه لسيادة قرار اشقائه وجيرانه.
واشيد بإعتزاز وتقدير عالٍ بجهود الرفاق في لجنة الإعلام المركزية وفي هيئة تحرير الهدف الذين انطلقوا من أصالة فكر حزبنا ومبدئية موقفه الوطني المعبر عن إرادة شعبنا، ودفاعا عن حقوقه وتطلعاته استطاعوا من خلالها تطويع التحديات الكبيرة والظروف القاسية التي واجهتهم، وتحويلها إلى عامل مساعد مكنهم من الارتقاء بوسائل تصريف خطاب الحزب على نحو أصبح مضمونه وعي متنامي، وحقائق ملموسه في واقع الصراع السياسي والاجتماعي في بلادنا، وأكسبه مصداقية عالية بين صفوف شعبنا.