شباب تلودي يتقدمون خطوة للامام

شباب تلودي يتقدمون خطوة للامام

بقلم/ أحمد مختار الييت

أجرى شباب تلودي اليوم بعد زيارتهم لمصنع لاستخلاص الذهب من الكرتة عن طريق الزئبق والسيانيد، تجربة عملية أمام المعدنين من المواطنين، حيث أحضروا ضفدع ووضعوه في ماء أخذ من الحوض المكشوف الذي تجري فيه عمليات الاستخلاص، فإذا بالضفدع يموت خلال سبع دقائق ويتغير لونه إلى الأسود، وبذلك يقدم شباب تلودي نموذج جديد من أساليب الإقناع ورفع الوعي لدى المواطن من خلال التجربة الحية التي أمام ناظريه، ووقف المواطنون وقد تملكتهم الحيرة وهم الذين ظلوا لفترات طويلة يتعاملون مع هذه المواد القاتلة والسامة دون أن تقول لهم شركات الموت الصامت أن هذه المواد خطرة على حياتكم؟ أو تمكنهم من أبسط اساليب الوقاية البدائية الجونتات، والأحذية المقفولة والابرول الواقي من السموم، ولكنه الطمع والجشع وموت الضمير وانعدام الأخلاق التي اجتاحت المئات من الذين سموا انفسهم مسؤولين عن حياتنا وصحتنا ومستقبل أجيالنا وسلامة البيئة التي نعيش ونحيا فيها.
إن التجربة الجديدة لشباب تلودي تنقل معركتنا مع شركات الذهب القذر، والمستفيدين من وجودها على حساب أرواحنا وصحتنا، إلى مستوى جديد من الجدية وقد سبق أن تحدت اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة، عبر علمائها وخبرائها، شركات استخلاص الذهب من الكرتة ان تثبت لنا أنها تعمل وفق أسس علمية واشتراطات سلامة بيئية معروفة وفق اللوائح والنظم التي تنظم نشاط التعدين في كل العالم، وظلت كل الشركات العاملة في هذا النشاط المدمر والملوث للبيئة تتهرب من المواجهة العلمية. مثلما تهربت من المواجهة القانونية التي أعدتها اللجنة القانونية في اللجنة الوطنية لمناصرة البيئة. بل تهربت وزارة البيئة وتنصلت من مسؤولياتها، حتى ألغيت كليا، وتهربت الأجهزة والهيئات التابعة لها كالمجلس الأعلى للموارد البيئية؟ ولم تجب على أسئلة القانونيين وعرائضهم التي تجاوزت الست عشر عريضة، وفشلت كل جهود المواطنين والمحامين في فتح بلاغات جنائية لدى النيابات في الولايات، بعد ان رفضت نيابة البيئة في الخرطوم قبول طلبنا بهذا الخصوص. ومارست الشركات ووكلائها من المعتمدين والانتهازيين من الادارات الاهلية، والقيادات التي اشترتها الشركات بأموال الذهب القذر، مارست أقصى أشكال الخداع والغش، وروجت لمواد بديلة صديقة للبيئة غير موجودة الا في أخيلتهم المريضة، وتعرض آلاف المواطنين الى عمليات تشويش وتضليل متعمدة ومدبرة، للتأثير على مواقفهم الرافضة لتلوث البيئة وتخريبها، فقد ادرك المواطن في الشمالية ودارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بفطرته ان هذه الشركات التي يبشر بها هؤلاء الذين خبر معدنهم ومكرهم، لا يمكن ان تأتي له بخير. وحدثته عيونه وهو يراقب ويشاهد التحولات في الاشجار والثمار والأرض ونوع الامراض التي استجدت عنده، وحالة الجفاف في اوراق الشجر ونفوق الحيونات الاليفة والبرية؛ أن هناك خطر داهم وراء هذه الشركات الغريبة التي لا يعرف عنها شيء، ويتخفى اصحابها خلف الادارات الاهلية والمسؤولين كاللصوص، حتى ظهرت الكارثة التي حاولت الشركات ومتآمريها التغطية عليها بكل السبل، ولكن الله هيأ للمساكين والمستضعفين في الأرض شباب أخلصوا لأهلهم ولعملهم ومهنهم وصدقوا مع الله ومع انفسهم فتكشفت المأساة في التضامن والترتر وبلولة، ودلقو والمرخ وقيسان وابوجبيهة. والمجلد والتبون وهجليج، قدير وكالوقي والليري وتالودي وكادقلي والدلنج وجبل عامر ورشاد ووادي السنقير وغيرها من اراضي السودان التي نكبت بهذه الكوارث.

التحية لشباب تلودي الذين نقلوا المعرفة الى الارض وابطلوا مفعول سحرة المال اعداء الانسان والوطن، والذين معهم ستطول المعارك، فالذين يقدرون شرف الحياة هم وحدهم الذين يقدرون شرف الموت من أجل شرف الحياة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.