تسقط بس حكومة الذل.. تسقط بس حكومة الكوز .

تسقط بس حكومة الذل.. تسقط بس حكومة الكوز ..

شئ من حتى ..

د. صديق تاور كافى

الكوز فى الإصطلاح السودانى الشائع، هو عضو جماعة الأخوان المسلمين، و مؤنثه (كوزة) لمن تنتسب لذات الجماعة. و هو الوصف الذى أطلقته الجماعة على عضويتها سبعينيات القرن الماضى بمقولتهم الشهيرة فى جامعة الخرطوم (الدين بحر و نحن الكيزان). منذ ذلك الوقت إشتهر منسوبو الجماعة بهذا الوصف، الذى ظل متداولا و منتشرا مع نشاط الجماعة و إنتشارها. و هم فى الأساس تنظيم سياسى يتبنى خطاب دينى عاطفى فضفاض غير محدد المعالم، لا وجود فى أدبياته لفكرة الوطن و الشعب.
و لم يكن للجماعة أى قيود أخلاقية فى التعاطى مع أى نوع من أنواع السلطة، شأنها شأن الحركة الأم فى مصر، التى كانت قريبة من القصر. فقد تعايشت مع نظام إبراهيم عبود فى الستينات قبل أن تركب موجة ثورة أكتوبر 1964م، و تحالفت مع نظام جعفر نميرى العسكرى حتى قبل أيام من سقوطه فى 1985م، و تعايشت مع الطائفية السياسية حد الإندماج و هكذا. فهى أى الجماعة لا تحتمل البعد عن السلطان جائرا أو غير جائر.
كما عرفت بإستغلالها للعلاقة بالسلطان، فى الثراء بالإستثمارات المخربة للإقتصاد الوطنى عن طريق الإحتكار و التخزين، و بالإنسراق للمواقع المؤثرة فى السلطة. لذلك كان من بين شعارات إنتفاضة أبريل 85 (لن تحكمنا بنوك العيش، الشعب يدين تجار الدين إلخ ).
و لأن السلطة هى هدفها الأوحد، فقد إنقلبت على النظام الديمقراطى فى يونيو 1989م، على الرغم من أنها كانت تمثل كتلة المعارضة الرئيسة فى البرلمان، و على الرغم من أن دورة البرلمان كان قد تبقى لها ست أشهر فقط كيما تنتهى و تبدأ جولة إنتخابات جديدة. لذلك لم تكن السلطة بالنسبة لهم منذ أن إستفردوا بها سوى غنيمة، إنتزعت من الشعب إنتزاعا. ظهر ذلك من خلال الممارسة العدائية للشعب بكل فئاته و أطيافه، و كأنما يثأرون منه لمرارات فى نفوسهم. و لم يكن فى أجندتهم غير هدف وحيد هو السيطرة على و الإستمرار فى السلطة بأى شكل من الأشكال. هكذا إستباحوا البلد و ناسها أيما إستباحة.. قتل فردى و جماعى، قطع أرزاق، تشريد، إذلال و إهانة.. و كل ما يتردد حتى العدو فى ممارسته و ما لم يقدم عليه المستعمر البغيض.
و فى ذات الوقت جرى توظيف أدوات السلطة و إعلامها فى التضليل و الخداع و الإلتفاف على الحقائق. و أساءوا للدين بممارسات كلها ضده.. فقه السترة.. فقه التحلل.. أكل أموال الحجاج، تلاعب بأموال الزكاة و بنودها.. فتنة المجتمعات البسيطة و توظيف أبناءها فى الحروب و الإقتتال، تخريب الذمم… إستباحة المال العام.. و كل ما لم تجد به قريحة إبليس. و كل من إعترض طريقهم هو ضد الدين و ضد إرادة الله التى خصتهم دون سائر خلق الله، بالتحكم فى مصائر العباد و البلاد.
لذلك فإن ما يتردد من شعارات عفوية فى هتاف المنتفضين ضد هذه الجماعة هو إستدعاء لسلسلة من الممارسات المذلة و المسيئة التى لا تنته.. أكملوها بتعاملهم البشع مع مظاهرات ثورة ديسمبر التى لا تزال مستمرة.. قناصة.. ملثمين.. مندسين.. إقتحام بيوت.. تلفيق تهم و أكاذيب..
(ما بنخاف.. أى كوز ندوسو دوس، تسقط بس.. حكومة الكوز، الكوز جرى.. سكتو مرا.. من الأحفاد لى أتبرا، على عثمان يا ككو كتائب الظل جرت أمفكو، … إلخ إلخ ). هكذا إرتبطت صورة الكوز فى العقل الجمعى لأهل السودان بكل الأفعال الشيطانية، و صار خلاص البلد مما هى عليه من أزمات مستفحلة لا يمر إلا عبر الخلاص من حكمهم الفاسد المفسد.