أضافت مدينة القضارف اليوم، الثلاثاء 8 يناير، صفحة مضيئة في مسيرة الثورة السودانية، التي تتقدم منذ انطلاقتها، منتصف ديسمبر الماضي، بثبات نحو هدفها المركزي، وهو إسقاط النظام الدكتاتوري الفاسد واجتثاثه من جذوره وإقامة البديل الوطني الديموقراطي المستقل. وبالأمس كانت بورتسودان على الوعد، حيث سطر شبابها بطولات وجسارات لا مثيل لها. وكانت الخرطوم، وعطبرة، ومدني، وكوستي قد استهلت هذا الأسبوع من الجسارات التى كانت محل إعجاب وتقدير كل ابناء وبنات شعبنا .
غداً أم درمان… أم المدائن والبطولة، على الموعد أيضاً، وهي تستلم الراية التي رفعتها قضارف الخير اليوم الى أعلى سماوات المجد والشموخ. حققت القضارف اليوم، مالم يحققه غيرها، حين انتفض الآلاف من بناتها وابنائها، في موكب تاريخي لامثيل له، شق طريقه بثبات وتصميم دون أن تستطيع أي قوة من قوى النظام القمعية إيقافه دون الوصول الى هدفه وهو مقر سلطة الولاية لتسليم مذكرة تطالب فيها جماهير القضارف، نيابة عن الشعب السوداني بتنحي النظام. هكذا كانت القضارف أول مدينة سودانية، تصل أحد مقرات السلطة في الولايات، وتتلو على مسامعها قرار الشعب السوداني بتنحي النظام. لم تكتف جماهير القضارف بذلك، بل بقيت معتصمة داخل مبني السلطة في انتظار الرد على المذكرة.
لقد قدمت القضارف نموذجاً متقدماً للثورة وهي تخطو بثبات نحو إعلان العصيان المدني والإضراب السياسي، متوجة العديد من التجارب النضالية والمواجهات الجسورة، والتي تستقطب كل يوم المزيد من الجماهير والمزيد من المدن وتعبئتها في شارع الثورة، بحيث أصبحت كل أيام الأسبوع مكرسة نهائياً للعمل الثوري والنضالي على طريق السقوط الحتمي للنظام. وما احتفاء القضارف اليوم بالشهداء، سوى خطوة متقدمة على طريق إعلان انتصار انتفاضة الحسم والظفر.
والتحية لجماهير عبري وهي تلقن النظام وزبانيته درسا في الوطنية،حيث خرجت عن بكرة أبيها وهي تندد بالنظام وتطرد المعتمد،في رسالة واضحة برفض الشعب لهذا النظام المجرم.