الحرب ليست بندقية… والسلام ليس اغنيات

دروب الحقيقة

احمد مختارالبيت

———————————–

الحرب ليست بندقية.
والسلام ليس اغنيات.

وقف الحرب،وقف الحرب ؟ثم وقف الحرب هو السبيل للنجاة من الانزلاق نحو الهاوية.فالحرب حالة نفسية وذهنية مثل السلام وهي ليست توقف صوت البنادق فقط،فوقف اصوات المدافع والمجنزرات هو وقف لأطلاق النار بين اطراف متحاربة،ولكن الحرب وافرازاتها تلتهم الأخضر واليابس في الارض.القيم والاخلاق والموارد…الحرب التي يغذيها الحقد والكراهية والأنتقام هي القبح والخراب واللاقانون وهو ما يحدث الان في السودان.والسلام هو المحبة والتسامح وقبول الاخر والاعتراف بحقوقه واحترام عطائه وتقدير ثقافته وقناعاته.
ولما كانت الحروب تنشأ في عقول البشر.ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام..هكذا لخصت اليونسكو ..المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم جوهر الحرب والسلام وجعلت ذلك شعارا لها.

فوقف الحرب شتان ما بينه ووقف أطلاق النار..نقول ذلك وكل الشواهد تقول ان الوطن ينزلق نحو الهاوية وبدأ أهله يفرون بالالاف خارج حضنه..وحوائط نفسية واجتماعية عالية قامت بين( الاخوان المجرمين.)والمجتمع وهمومه وقضاياه وغشيت قلوبهم غشاوة وغرهم بالله الغرور وران علي قلوبهم……وعميت ولكن عيونهم ترى:

النهب.القتل.قطع الطرق.السرقات.الاختلاس.الرشوة.المحسوبية.القبلية.العنصرية.الجهوية.المناطقية والغش.والخداع.والنفاق.والتقية.الخوف.الزنا.المخدرات.الخراب.أكل الحقوق.الظلم.الطغيان.الاستبداد. كل هذه الموبقات تزدهر في كل جغرافية السودان ومؤسساته وتتمدد في مفاصل المجتمع وتتسع دوائرها ..والسلطة تنظر يسوع لتسلمه مقاليد السودان،وفق نظرية بلة الغائب.

وقف الحرب لاغيره هو المدخل لحل الازمة المستفحلةأو الانهيار والفوضى الخلاقة ولن تفيد كل عمليات التخدير والمسكنات والتنظير في الاقتصاد المنهار والوطن الممدد جثة بعد ان أنتشر السرطان في كل مؤسساته وهيئاته.

وقف الحرب اليوم ضرورة دينية واخلاقية ووطنية.بعد أن وصلت الازمة الى ذروتها وفشلت كل تجارب الاخوان المجرمين في السودان وبدأت المرحلة الاولى من الفوضى الخلاقة،الانفلاتات الامنية في العديد من مدن السودان واستشراء الفقر وأختلاط المفاهيم لدى المواطن العادي فلم يعد يميز بين الصحيح والخطأ والحق والباطل والعدو والصديق،وأنحصرت همومه في الاحتياجات العضوية المأكل والمشرب،وفقد الاحساس بالامان الذي كان ابرز سمة في السودانيين،عبر التاريخ والاشياء لم تعد هى الاشياء والمواطن اليوم يمشي وكأنه غريب في بلده أو عابر،لا تحركه اهوال ما يرى ولا يستوقفه ما يجري في وطنه.انكفأ على ذاته تحت مقولة الطيب صالح من أين أتى هؤلاء؟ مندهشا حتى اليوم.