أَحوالُ المَاءِ

أَحوالُ المَاءِ

شعر: فضل الله مختار

عشرون عاماً
وأنا أُسَافِرُ قُرْبَ النَوافِذِ
ولَمْ يَحْدُث ا‘أن أساءت إليَّ النَوافِذُ
أو بَلَلَ وَقْتِي غَيمٌ رَهِيفٌ
ولم يَحْدُث أن أضاءَ لَيْلِي الكَلامُ
أو بَعْثَرَ خَوْفِي ارتِجَافٌ أَلِيفٌ
عشرون عَاماً
ولَمْ يَمْسَسْنِي مَاءٌ سِوَاكْ
وكَان الأَمْرُ جَلياً
ذَاكَ الحَابِلُ
وهذا نَبْلِي
شَددتُ عَلَيْهِ
حُتى صَرَخَتْ فَلَوَاتِ التَاءِ
ما خَابَ النَبلُ كثيراً
لَكِنِي إذ يَذْبُلُ فِيكِ المَعْنَى يَذبُلُ فيَّ المَاءُ ويَحْسُو
وأعُودُ أُغِنِّي:
وَحْدِي أُقَلِّبُ لَيْلَ الدَفَاتِرِ
وأَنُوءُ بِمَائِي وحُزُنِ الشَرَاشِف
وحدي أَنوءُ بضُوءِ الحَياةِ
هل تَابَ المَاءُ
أم كان وفياً؟
لو حَجّ المَاءُ لامتَلَأَ الدَلوُ وفَاضَ
عشرون عاماً
كُنتُ أَمشِي
لا قُدَّ قَميصِي يوماً
ولا هَذا النَبلُ الأَعمَى خَابْ
صَلَّت عَلَيْكِ القَصَائِدُ
وكانَ الأمْرُ عَصِياً
لا ذاكَ النابِلُ
ولا هذا الوَاهِنُ حَبلِي
عشرون عاماً
لا قّّّدّ قميصي يوماً
ولا اندلقَ المَاءُ جُزَاف
مَحوتُ كَلامِي
اني لا أعْني شيئاً
مَحوتُ كَلامِي

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.