أي ممكن في فن السياسة ؟؟

أي ممكن في فن السياسة ؟؟

بقلم : محمد ضياءالدين

في إطار خطاب تبرير التسوية السياسية التي يعد لها مسرح السياسية السودانية ، برز مؤخرا وبشكل رائج تداول مفهوم تعريف السياسة بأنها فن الممكن .

يتناول الكثيرين من الساسة والكتاب السياسيين مفهوم فن الممكن في السياسة ويتعاملون معه بإعتبارة يعني الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناءا علي حسابات القوة والضعف ، وهو تعريف يستخدم لتبرير التنازﻻت وتسويقها .

الكاتب السياسي منير شفيق يذهب نحو تعريف معاكس تماما لهذا المفهوم التبريري ، إذ يعرف فن الممكن في السياسية بأنه ( فن تغيير موازين القوي ) وهو ما يتناسب مع مفهوم (فن إدارة الصراعات ) .

ولإختلاف تعريف مفاهيم فن الممكن في السياسة منذ أن روج له لينين فإن الآداء السياسي عموما وفي السودان مازال يعج بالأخطاء الإستراتيجة في كثير من محطات النضال ضد الديكتاتوريات ، وذلك من خﻻل صعود قوي التبرير والتسوية السياسية المختلة لتسود المشهد عبر تسويق التنازﻻت وترجمة مفهوم فن الممكن في السياسة الي فن التبعية والخضوع ، محشدة من أجل ذلك خطاب ومفردات التبرير المربك والمرتبك الذي يعبر عن حالةالعجز والفتر السياسي عن إحداث التغيير .

إن تبرير الوسيلة وصوﻻ للنتائج وفصل الأخﻻق والمبدئية عن السياسة علي طريقة ميكافيلي من خﻻل إتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بمصير البلاد والعباد بعيدا عن المنظومة الأخﻻقية والنضالية المبدئية ، تعني عمليا سقوط القرار السياسي المبدئي والمرتبط بإرادة الشعب خضوعا لميزان القوي أو لأي موقف آخر معلن أو غير معلن .

إن الصراع بين الحق والباطل ، والظالم والمظلوم ، وبين الشعب وجﻻدية دائما ما يميل ميزان القوي فيه لصالح (الباطل/الظالم/الجلاد)
فهل فن الممكن هو التعايش مع هذا الواقع والخضوع له أم التحريض ليتحول ميزان القوي في مرحلة ﻻحقة لصالح
(الحق/المظلوم/الشعب) .

� فن الممكن عند المناضلين الثوريين هو النضال من أجل تفيير الواقع السياسي حتي يعتدل ميزان القوي لصالح الشعب دون النظر لواقع ميزان القوة والضعف الراهن .

� فن الممكن عند قوي التسوية السياسية يقوم علي تسويق التنازﻻت تحت شعار ليس بالإمكان أحسن مما كان .

� عند تيار الإسلام السياسي فن الممكن هو فن التمكين .

أكثر الذين يرتكبون الأخطاء بحق الشعب هم الذين يغلبون رؤية الواقع السياسي بتداعياته الراهنه دون النظر لأفق ماهو ممكن (ميزان القوي وفن الممكن)

في كل المحكات خاصة في ظل الأزمات الكبري واللحظات التأريخية يجب أن يتم الرهان علي الشعب ، هو وحده ﻻ غيره القادر علي إحداث الفارق (فن تغيير موازين القوي) لصالحة وليس ( فن الخضوع للممكن ) لصالح أعداءه .

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.