في الشبكـ: عُقدة الإدارة وفخ التكرار!

بقلم: حسام حامد
#ملف_الهدف_الرياضي

• بعد أربع سنوات وثلاثة رؤساء، لم يعُد جمهور المريخ بحاجة إلى المزيد من التجارب ليكتشف أنّ المجلس المُنتخب لم يكُن الحل؛ فقد سقطت الأقنعة، وظهر جلياً أن أزمة النادي ليست أزمة أموال فقط، بل أزمة رؤية وإدارة، وهو ما أدى لسقوط المجلس المُنتخب.
• ملايين الجنيهات أُنفقت بسخاء على الصفقات، والإداريين، وعلى ما لا علاقة له بتطوير كرة القدم، ليجد النادي نفسه أمام فراغ إداري وفني خلفته انتخابات “جمعية الموردة” وتجربة “سوداكال” وما قبلها.
• خلال فترة “سوداكال”، ورغم العواصف والقرارات المتكررة بإيقاف المريخ عن التعاقدات لعدم سداد مستحقات المدربين واللاعبين، حصد الفريق لقب الدوري ثلاث مرات.
• والمؤكد أن ذلك التتويج كان بفضل تجانس التشكيلة الذي فرضته القيود وحرمان النادي من التعاقدات، لا بفضل التخطيط، أو بفضل قدرات “آدم” الإدارية الخارقة.
• الميزة الوحيدة لتلك الفترة كانت غياب “سماسرة التسجيلات” وانتفاعيي الصفقات، أو بالأصح ضعف حضورهم، إذ كان “سوداكال” متقشفاً حتى مع اللاعبين أنفسهم، فضلاً عن رفضه إغداق المال على الوسطاء.
• أما المجلس الأخير، الذي رحل تحت ضغط الشارع المريخي، فقد بدد أموالاً طائلة على تسجيلات عشوائية، باع خلالها اللاعبين الدوليين، وتعاقد مع أسماء لا تتناسب مع أسلوب الفريق أو فلسفة أي مدرب، في وقت تم فيه تغيير الجهاز الفني ثلاث مرات خلال فترة وجيزة.
• وفي مشهد يلخص العقلية الإدارية العاطفية، ظل جمهور المريخ مقتنعًا لعشر سنوات أن اللاعب “إبراهومة الصغير” هو “موهبة المستقبل” التي لم تنل فرصتها.
• عقد كامل قضاه اللاعب على دكة البدلاء، قبل أن يغادر دون أن يترك أثراً لا مع المريخ ولا حتى مع الهلال لاحقاً؛ عشر سنوات من الأمل المؤجل كانت كافية لبناء فريق كامل من المواهب الحقيقية وقتها.
• المثير للسخرية أن هناك شخصيات إدارية ظلت لصيقة بالمريخ على غرار تجربة “إبراهومة الصغير”، إما كمستشارين أو كمقرّبين من دوائر القرار، أو عبر مناصب تنفيذية مباشرة، ومع ذلك ما زال البعض يعتقد بقدرتها على “تغيير تاريخ المريخ”، رغم أن التاريخ يشهد على العكس.
• الأمر الجيد أنّ الوعي الجماهيري بدأ يتشكل، إذ يفتقد المريخ لـ”مدير رياضي” محترف يمتلك رؤية واستقلالية، قد يُغني المريخ عن مجلس إدارة كامل من أمثال “متوكل” و”إدريس”.
• لكن المؤكد أنّ هذا الحل يصطدم بمصالح المنتفعين، وتُجار المناصب، والباحثين عن الوجاهة السياسية عبر بوابة النادي، والمساهمين في تراجع المريخ إدارياً على مدار السنوات.
• المريخ بحاجة لحل الأزمة القانونية العالقة منذ مسار “سوداكال”، وإبعاد كل من تورط في مهزلة مسار الموردة، التي كانت سبباً مباشراً في الانهيار الأخير، بثلاثة رؤساء لمجلس غير موجود أساساً، قبل أن يتداعى مؤخراً.
• في الوقت الذي يجد فيه “سوداكال” رفض الأغلبية لعدم الثقة، نجد أنّ المساهمين في مسار الموردة أكثر حرصاً على المشاركة في القرار الإداري القادم، برغم فشل هذا المسار ومشاركته المؤثرة في توهان المريخ الحالي.
• لماذا يُسمح لمستشاري “مسار الموردة” الذين أوردوا المريخ مورد الهلاك الإداري والفني في القرار الإداري القادم؟ أليس من الأجدى التواري خجلاً مما جرى؟
• كما أنّ “مسار الاستاد” أثبت فشله سابقاً عندما أُتيحت له الفرصة التنفيذية، فإما التوافق فيما بينهم لمصلحة المريخ أو البحث عن مصالحهم في أماكن أخرى.
• فالمريخ ليس تركة لـ”أهل جمعيتي اليوم الواحد”، ومثلما حصلوا على فرصتهم و”تناطحوا” حول الشرعية والقانون، فليتركوا المريخ في حاله، أفضل لهم وأيسر له.

في القائم

• أمس، أُجريت قرعة دوري الأبطال والكونفدرالية..!
• المريخ سيدخل السباق مثقلاً بجراحه الإدارية والفنية..!
• فيما يواجه الهلال تحدي تغيّر الفلسفة الفنية مع مدرب جديد..!
• أما الزمالة والأهلي مدني، فيحاولان رسم طريق مشرّف في الكونفدرالية..!
• مدعومين بخبرة لاعبي القمة السابقين وبموارد مالية أفضل نسبياً..!
• وفي النهاية، تبقى الحقيقة المؤلمة، لا يمكن للمريخ أن ينهض ما دام يدور في نفس الحلقة المفرغة..!
• وما لم يُغلق الباب أمام المتسلقين وسماسرة النفوذ الرياضي/السياسي، فالتاريخ سيواصل إعادة نفسه..!
• والمسرحية ستظل تُعرض بنفس الممثلين، وإن تغيّرت أسماء الفصول..!
• المريخ إدارياً مرتبط بأهل المصلحة الفردية، فلم يجد الصدق أو الأمان..!
• مسار الموردة نال فرصته، ومسار الاستاد كذلك، فلماذا الإصرار على ضرر الكيان..!
• أيضاً تاريخياً، وجد عصام الحاج، متوكل، إدريس، مجلس الشورى، والمتحكمين في القرار الرياضي/السياسي/السيادي، فرصتهم كاملة..!
• لماذا يتمسك هؤلاء بضرر المريخ أكثر من منفعته، بقصدٍ أو بغيره..!
• ليجرب المريخ حلولاً جديدة، فضلاً أتركو النادي يمضي بحثاً عن حلول أخرى..!
• وسيأتي اليوم الذي يُنتخب فيه مجلس المريخ عبر الهاتف، وعبر العضوية الحقيقية..!
• وقتها فقط، سيتضح للجميع دون استثناء، لماذا استمر “إبراهومة” لاعب مستقبل لقرابة العشر سنوات كاملة..!

شبكـ خارجي
#تكراراً: “إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح”..!!

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.